أخبار عاجلة
“الإختيار”.. لامس مشاعر ملايين المصريين والعرب

“الإختيار”.. لامس مشاعر ملايين المصريين والعرب

متابعة بتجـــــــــرد: ستبقى معركة “كمين البرث” في سيناء خالدة في وجدان كل مصري وعربي أبد الدهر، حقيقة لا يختلف حولها اثنان، ربما لو سألنا اي شخص قبل شهر من الآن عن قائد الكتيبة 103 صاعقة الشهيد المصري أحمد المنسي، لما وجدنا ثمة اجابة وافية، فهو مثل الآلاف من ابطال القوات المسلحة المصرية الذين ضحوا بأرواحهم للذود عن مصر خلال السنوات العشر الأخيرة، وللحيلولة دون تمكن الإرهاب الأسود من بسط سيطرته على سيناء، الكثير من الأبطال بذلوا الغالي والنفيس، ولكن قليل من يعرف عن سيرتهم وتضحياتهم، في المقابل يحاول “الإرهابيون” الترويج لانتصارات زائفة ببث مقاطع مجتزأة من هجماتهم على القوات المسلحة المصرية، الأمر الذي فطنت له الدولة المصرية وأيقنت انه لا مجال للوصول إلى قطاع كبير من الجمهور إلا بالفن الذي يعد أحد أهم الأسلحة لمجابهة الفكر المتطرف واكثرها تأثيرا في وعي المتلقي.

خلال السنوات الماضية لم يفرز أي عمل درامي ما أحدثه هذا المسلسل من جدل بين المصريين خاصة، والعرب بشكل عام، فالمسلسل أجج المشاعر وأوقد روح الانتماء والبطولة في نفوس النشء.

دراما توثيقة

بدأ الإعداد لمسلسل “الاختيار” قبل أشهر في صمت بعدما أسند للفنان أمير كرارة دور البطولة، وكتب أحداثه باهر دويدار، وأخرجه بيتر ميمي، واكتفى صناعه بالتأكيد ان العمل درامي توثيقي لسيرة المنسي، وأبطال الكتيبة 103 صاعقة، حتى أسماء نجوم العمل تم التكتم عليها ومع بداية شهر رمضان، بدأت الملحمة واكتشفنا أن السمة الرئيسية للعمل، وإن كانت توثق سيرة المنسي، لكن الكاتب أجاد في الإضاءة على بطولات العديد من شهداء القوات المسلحة المصرية خلال السنوات العشر الأخيرة، وعالج هذا الأمر درامياً من خلال قصة المنسي وزميله الضابط السابق في الجيش المصري هشام عشماوي، الذي اختار طريق التطرف، بينما مضى المنسي في طريقه وصولا إلى قيادة الكتيبة 103 صاعقة ليقض مضاجع “الإرهابيين” طوال السنوات الثلاث التي تولى فيها مهمته مع عناصر وحدته وصولا ليوم 7 يوليو 2017، وهو التاريخ الذي سيبقى محفورا في وجدان كل مصري وعربي عندما استبسل المنسي ورجاله في موقعة كمين البرث، والتي تعتبر نقطة تحول كبرى في مسار العمليات العسكرية للجيش المصري على أرض سيناء.

ليلة استثنائية

مساء أمس الأول كان الجمهور على موعد مع ليلة استثنائية حيث طلب المخرج بيتر ميمي من أهالي شهداء “البرث” عدم مشاهدة الحلقة الـ28 خوفا على مشاعرهم، مؤكدا أن ما جسده من خلال نجوم المسلسل جانب بسيط من البطولة الحقيقة لرجال الكتيبة 103 صاعقة، ليأتي بيان الشركة المنتجة ويؤكد أن الحلقة ستعرض دون فواصل إعلانية لتعيش مصر والعالم العربي ليلة حزينة كانت بمنزلة الوداع الثاني لابطال ضحوا بأنفسهم فداء للوطن، ليتصدر هاشتاغ “ملحمة البرث” قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولا عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” تزامنا مع بث الحلقة الـ28، حيث تداول رواد منصة تويتر صوراً للشهيد أحمد المنسي، وجنود القوت المسلحة، الذين استشهدوا في ملحمة البرث بعد مرور نصف ساعة من عرض الحلقة.

ودارت الحلقة الـ28 حول تصدي وحدة في الصاعقة المصرية لهجوم إرهابي على موقع عسكري في منطقة البرث، حيث قاتل عناصر القوة حتى الرمق الأخير، قبل وصول الإمدادات إليهم.

حالة درامية

لاشك أن “الاختيار” شكل حالة درامية مختلفة هذا العام ما يدفعنا للتساؤل ما السر وراء النجاح الكبير لهذا العمل؟ ببساطة يمكن القول إن الاختيار عمل صادق، يُلامس مشاعر ملايين المصريين والعرب، كشف الحقائق ووثق لمرحلة عصيبة عاشتها مصر ومازالت، هو مسلسل تشاهد فيه البيئة المصرية الحقيقية بشوارعها وريفها واهلها الطيبين ويتضمن رسائل تقدير عميقة المعنى للجيش المصري العظيم، وشهدائه الأبرار.

إعدام هشام عشماوي

انتهت ملحمة “الاختيار” بإعدام هشام عشماوي وتضمن المسلسل العديد من المشاهد الحقيقية التي طعم بها المخرج بيتر ميمي، تجربته ليجمع بين التوثيق والدراما مستعرضا قدراته كمخرج محترف يعرف متى يستخدم الرمزية في اللقطة، ومتى يلجأ إلى السرد والتوقيت الذي يفعل فيه ادواته ليختزل الحوارات مستعرضا امكانات الممثلين، لا سيما الفنان أمير كرارة الذي يؤكد من عام لآخر نجوميته، والفنان أحمد العوضي الذي تعامل باحترافية مع شخصية الإرهابي هشام عشماوي، وما تموج به تلك الشخصية المركبة من تحولات، كذلك حل على المسلسل العديد من ضيوف الشرف في مشاهد بسيطة ورغم نجوميتهم إلا أن دافعهم للمشاركة كان وطنياً في المقام الأول مثل آسر ياسين، وأحمد السقا، ومحمد عادل إمام وغيرهم.

إلى الأعلى