أخبار عاجلة
حسن حسني.. “قشاش السينما المصرية” يغادر محطته الأخيرة تاركًا إرثًا فنيًا تجاوز 490 عملًا

حسن حسني.. “قشاش السينما المصرية” يغادر محطته الأخيرة تاركًا إرثًا فنيًا تجاوز 490 عملًا

متابعة بتجــــــــرد: توفي الفنان المصري حسن حسني، صباح اليوم، عن عمر يناهز الـ89 عاماً، أثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة.

وكان النجم الكوميدي الراحل، الملقب بـ«قشاش السينما المصرية»، قد دخل مستشفى دار الفؤاد بالعاصمة المصرية القاهرة الخميس الماضي، متأثراً بأزمة قلبية مفاجئة.

ويعتبر النجم الراحل حسن حسني من أكثر الممثلين نشاطاً وحضوراً في السينما المصرية، حيث غادر «قشاش السينما المصرية» محطته الأخيرة في الحياة، تاركاً إرثاً فنياً كبيراً، تجاوز أكثر من 490 عملاً بين سينما ومسرح ودراما، ما جعله الفنان الأكثر تمثيلاً في تاريخ السينما العربية على الإطلاق.

قشاش ومنشار

ويعد حسني القاسم المشترك لأفلام الكوميديا في السنوات العشر الأخيرة نظراً لظهورهِ في معظم أفلام الكوميديا للكوميديين الشباب، وقد أطلق عليه الكاتب الراحل موسى صبري «القشاش» لأنه يمتلك القدرة للتفوق على نفسهِ في أي دور يسند إليه، حتى يقنعك بأنه هو صاحب الشخصية التي يؤديها، و«القشاش» اسم أطلقهُ المصريون على القطار الذي يقف ويحمل ركاباً من كل المحطات.

أما خيري بشارة فمنحه لقب «المنشار» في إشارة للكم الكبير من الأعمال التي يقدمها، لدرجة أنه عرض لهُ 4 مسلسلات في شهر رمضان لإحدى السنوات.

النشأة

ولد حسني في حي القلعة عام 1931 لأب مقاول، وخلال مسيرته الطويلة واجه العديد من المتاعب والمواقف الصعبة والمفاجآت التي غيرت مجرى حياته، والتي بدأت في حي الحلمية الجديدة بالقاهرة.

وفاة والدته

في سن السادسة فقد والدته، وهو الحدث الذي أسبغ عليهِ هالة من الحزن الدفين، وفي المدرسة الابتدائية وتحديداً في مدرسة الرضوانية عشق التمثيل الذي عبر عنه على مسرح المدرسة، ويذكر أنه قدم دور «أنطونيو» في إحدى الحفلات المدرسية وحصل من خلالهِ على كأس التفوق بالمدرسة الخديوية.

كما حصل على العديد من ميداليات التقدير من وزارة التربية والتعليم، فيما حصل على شهادة التوجيهية عام 1956.

اكتشاف الموهبة

في تلك الأثناء شارك الفنان حسين رياض في إحدى لجان التقييم الخاصة بمسابقات التمثيل في المدارس، وتمكن حسني من إظهار موهبته ولفت الأنظار إلى مستوى أدائه المقنع، فتأكد وقتها أنه لن يعمل في شيء آخر غير التمثيل.

المسرح العسكري

في بداية عقد الستينات كان حسن حسني عضواً في فرقة المسرح العسكري التابعة للجيش المصري، وقتها لم ينتبه إلى أنه سيكون ممثلاً لشريحة معينة من الناس هم فقط من الجنود والضباط وأحياناً عائلاتهم، حيث كان يقدم عروضه على مسرح المتحدين للضباط وأسرهم في شهر رمضان، وكان ما آلمه في تلك الفترة عدم وصوله إلى الجماهير على نطاق واسع، مما سبب لهُ أزمة شاركهُ فيها الفنان المبدع الراحل حسن عابدين.

مسرح الحكيم

وصدر قرار بحل المسرح العسكري عام 1967، فشعر حسني وقتها بالانفراج، ليبدأ رحلة البحث عن فرصة لإظهار موهبته، ويقول حسن حسني عن تلك المرحلة: «لولا حل المسرح العسكري لظللنا أنا وحسن عابدين خارج دائرة الضوء، التي كنا نحلم بها، وقتها نقلت إلى مسرح الحكيم الذي شهد خطواتي الأولى، فقدمت عليهِ مسرحيات عديدة منها مسرحية عرابي مع المخرج نبيل الألفي، ومسرحية المركب اللي تودي مع المخرج نور الدمرداش، وغيرها من المسرحيات التي حققت صدى طيباً لدى جمهور المسرح».

«كلام فارغ»

إلى جانب تلك المسرحيات، قدم حسن حسني مع المخرج سمير العصفوري مسرحية «كلام فارغ» التي استمر عرضها لمدة 6 أشهر، وهو رقم قياسي في تلك الفترة، وكان نجاحه في هذه المسرحية سبباً في انتقاله إلى المسرح القومي ثم المسرح الحديث، الذي حقق من خلاله نجاحاً آخر في حياتهِ المهنية، أهله للعمل في مسارح القطاع الخاص في بداية السبعينيات، حين انضم لفرقة تحية كاريوكا، التي عمل فيها لمدة 9 سنوات، قدم خلالها أجمل مسرحياته ومنها «روبابيكيا، وصاحب العمارة».

بابا عبده

وفي نهاية السبعينيات شارك حسن حسني في مسلسل «أبنائي الأعزاء شكراً»، الذي اشتهر باسم بابا عبده مع الفنان الراحل عبدالمنعم مدبولي، من خلال شخصية الموظف الفاسد المرتشي، وهو الدور الذي عرفته الجماهير من خلاله، على الرغم من حجم الشر الذي جسده فيه.

الممثل الطائر

ومع مطلع عقد الثمانينات فتحت استوديوهات دبي وعجمان أبوابها للنجوم المصريين، وكان من بينهم حسن حسني، الذي صور أعمالاً كثيرة لا يذكر هو نفسه عددها، وعرضت في دول الخليج العربي بكثافة، ووقتها أطلق عليه أصدقاؤه لقب «الممثل الطائر» نظراً لكثرة تنقله بين استديوهات عجمان ودبي من أجل تصوير العديد من الأعمال الفنية.

شهرة درامية

وابتعد حسني في تلك الفترة عن المسرح لثماني سنوات، وهو ما يبرره حسن حسني بقوله: «على الرغم من عشقي للمسرح إلا أنه لم يكن سبب شهرتي، فالناس لم تعرف بوجود ممثل اسمه حسن حسني إلا بعد مشاركتي في مسلسل (أبنائي الأعزاء شكراً)، وقتها دخلت بيوت المصريين وحققت الشهرة التي كنت أحلم بها، وهو ما لفت نظري إلى أهمية أعمال التلفزيون وأثرها على تحقيق الفنان للانتشار».

«ع الرصيف»

وعلى الرغم من ابتعاد حسن حسني عن المسرح طوال تلك السنوات، إلا أنه عاد للمسرح في منتصف عقد الثمانينات، عندما قدم مع فنانة المسرح المعتزلة سهير البابلي ومع صديق عمره الفنان حسن عابدين مسرحية «ع الرصيف»، التي دعمت نجوميته لدى الجمهور المصري والعربي على حد سواء، وقدم أيضاً عام 1985 المسرحية الكوميدية «اعقل يا مجنون» مع الفنان الكوميدي الكبير محمد نجم.

«الكرنك»

وسينمائياً، بدأ علاقة الراحل حسن حسني مع السينما بدور صغير في فيلم «الكرنك» مع المخرج علي بدرخان عام 1975، إلا أن دوره في فيلم «سواق الأتوبيس» الذي أخرجه عاطف الطيب عام 1982 كان علامة فارقة في حياتهِ المهنية والفنية، حيث لفت إليهِ الأنظار كممثل قادر على أداء أدوار الشر بشكل مختلف.

«سارق الفرح»

وبعدها قدم مع عاطف الطيب عدداً من الأفلام، من بينها «البريء، البدروم، والهروب»، كما عمل مع عدد آخر من المخرجين من بينهم محمد خان في فيلم «زوجة رجل مهم»، ورضوان الكاشف في فيلم «سارق الفرح».

عام مميز

عام 1993 كان مميزاً في تاريخ حسن حسني الفني، ففي الوقت الذي سافر فيهِ إلى سوريا ولبنان لعرض مسرحية «جوز ولوز» التي كان يشارك في بطولتها، كانت لجنة تحكيم مهرجان السينما الروائي في القاهرة برئاسة لطفي الخولي تعلن عن فوزهِ بجائزة أحسن ممثل، متفوقاً على فاروق الفيشاوي ومحمود حميدة اللذين نافساه على الجائزة في ذلك العام، وقتها كان المعتاد منح الجوائز لنجوم الفن ممن يحملون لقب «فتى الشاشة» أو «الجان».

«فارس المدينة»

وفي نفس العام أيضاً فاز حسن حسني بجائزة أحسن ممثل في مهرجان الإسكندرية السينمائي عن فيلم «فارس المدينة»، ليتنبه الجمهور والنقاد لموهبة حسن حسني، الذي أعلن أن دخوله السينما كان «على كبر»، فقالت عنه الناقدة إيريس نظمي: «هو فنان نجح في فرض نفسه بالموهبة، وأثبت أنه ليس بالنجومية وحدها يعيش الفنان، فبريق النجومية يزول بينما يبقى الفنان بقيمته».

أفلام الشباب

ومنذ منتصف عقد التسعينات بدأت مرحلة جديدة في حياة حسن حسني كان أكثر ما يميزها مشاركته في أفلام الشباب التي بدأت في تلك الفترة، إلى الحد الذي قال عنه البعض إنه بمثابة شهادة الأيزو لتلك الأفلام التي لا تخلو من وجوده فيها، بدءاً من أفلام محمد هنيدي وانتهاء بأفلام حمادة هلال، وهو ما دفع الكاتبة حسن شاه إلى انتقاده قائلة: «حسن حسني يمتلك موهبة عظيمة ولكنه يبددها في أفلام لا ترتفع لمستوى أفلام المقاولات».

كوميديا الموقف

وللكوميديا مكانة مميزة في حياة حسن حسني يقول عنها: «أحب الكوميديا الخفيفة المعتمدة في الأداء على الموقف، وهذا أحد أسباب مشاركتي الشباب تلك الأفلام الكوميدية، أما السبب الآخر فهو رغبتي في تأمين تكاليف المعيشة، قد يلومني البعض على المشاركة في أعمال دون المستوى، ولكنني أريد تأمين نفسي ضد تقلبات الأيام».

إلى الأعلى