أخبار عاجلة
“الفراغ” بداية درامية لـ”شاروك” في دبي.. وعود يختزن الذكريات

“الفراغ” بداية درامية لـ”شاروك” في دبي.. وعود يختزن الذكريات

متابعة بتجــــــــــــرد: يصنف بن شاروك بين السينمائيين أصحاب المواقف والذين لهم أسلوب فريد أنيق في الدراما، يعتمد على الذكاء والمناظر الموحية الطبيعية الرائعة.

بدأ مسيرته من صناعة الإعلانات في دبي، وحاز درجة جامعية في اللغة العربية والسياسة، وشهادة في الإخراج، كما فاز بأربع جوائز بافتا للفنانين الموهوبين.

شارك بفيلمه الدرامي الأول بيكاديرو في مهرجان سان سباستيان بإسبانيا، واقتنص به 6 جوائز، وقيل عنه إنه يمزج فيه بتفرد وعمق بين الحزن والضحك.

أما فيلمه الثاني Limbo أو الفراغ أو النسيان أو الإهمال، فاستوحاه من مآسي اللاجئين السوريين التي أصبحت تلهم السينما العالمية بأفكار ومشاهد تفوق الخيال معاناة وبشاعة، وكل تلك المعاني في عنوان الفيلم تحسد حال البطل.

وهو باختصار كوميديا سوداء كئيبة، لا تدري إن كنت تضحك من مفارقاتها أم تبكي من نتائجها.

ويدور الفيلم حول لاجئ سوري يجد نفسه وحيداً في ركن بعيد في قرية أوتر هبريدس الاسكتلندية، محاطاً بالرياح العاصفة والأمواج الهائجة، ومحاضرة في الأخلاق والثقافة والتوعية من زوج غريب من السكان المحليين.

وينسى الموسيقي الشاب، مؤقتاً، موهبته في العزف والتلحين من أجل البقاء والعثور على مكان آمن مع رفاقه يمكنه من الحياة والعيش بأدنى حد من الكرامة.

ولا يملك اللاجئ الشاب عمر ورفاقه سوى الانتظار وترقب وصول خطاب من إدارة الهجرة بأمل الموافقة على قبول طلباتهم في اللجوء الإنساني.

ويقضي عمر (أمير المصري) ورفاقه في السكن الوقت في الوقوف في الطابور لسماع أصوات أحبائهم على الهاتف العمومي الوحيد للجزيرة، أو مناقشة ساخنة للعلاقة الدقيقة بين جيرانهم روس وراشيل أثناء مشاهدة حفلة موسيقية تم التبرع بها لمجموعة أصدقاء.

ولا يستطيع عمر العزف بسبب ذراعه المكسورة من رحلة الهجرة القاسية، ولكنه يحمل عود جده ويجوب به المناطق المختلفة، ولا يشعر بثقل وزنه، وكأنه يحمل معه ذكرياته وحنينه للوطن والأهل، وقلقه على شقيقه الأصغر الذي تركه في سوريا.

يبرع المخرج بن شاروك في اختيار زوايا التصوير بعناية، والنظرات الشاردة على طول الطرق المعبدة التي تمتد إلى الأفق الباهت لعمر على شاطئ البحر، ويشركنا في رحلة الحساب والمراجعة الواعية التي تستمر لفترة طويلة بعد الخروج الجماعي من الوطن.

ينقل لنا المخرج مشاهد من دمشق التي درس فيها لفترة قصيرة قبل اندلاع الحرب، ويقدم لنا أبطاله محتفظين بكرامتهم رغم معاناتهم الرهيبة.

إلى الأعلى