أخبار عاجلة
فنانون عرب في مرمى السياسة وبين القضايا والأحزاب

فنانون عرب في مرمى السياسة وبين القضايا والأحزاب

رأي خاص – بتجــرد: لا شكّ أن الأوضاع السياسية التي يمرّ بها عالمنا العربي تدفع المواطنين على التفاعل معها ولو بطريقةٍ غير مباشرة. ففي ظلّ التطورات التي تشهدها أوطاننا نعجز عن إلتزام الحياد  أمام كل ما يحصل.

نجوم الوطن العربي كان لهم مساحة كبيرة في هذا المجال إن كان عبر وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الإجتماعي وذلك للتعبير عن آرائهم والمجاهرة بانتماءاتهم السياسية علناً دون الاهتمام بتداعيات المواقف التي قد يتّخذونها.

فهل دفعوا ثمن مواقفهم السياسية؟ وكيف تفاعل الجمهور معهم؟

تعتبر أصالة من أكثر النجوم صراحةّ في هذا المجال وكانت أول من كشفت عن رأيها حيال الأزمة السورية. وشكّل موقفها الداعم للثورة صدمة في الأوساط الفنية والاعلامية وحتى الشعبية خصوصاً وأنها كانت من محبي الرئيس الراحل حافظ الأسد في فترة سابقة. ومن تابع ردود الفعل عن قرب لاحظ انقسام الجمهور إلى قسميْن: فمن أيّد الثورة السورية أيّد بالتالي رأي أصالة واعتبرها ابنة سوريا الأصيلة. أما من خالفها الرأي اعتبرها خائنة لبلدها. وكان هذا حال كل من الممثلين جمال سليمان، سوزان نجم الدين، مكسيم خليل وكل نجم سوري أيّد الثورة.

في المقابل، نجد كل من الفنانين دريد لحّام، رغدة، ميادة الحنّاوي وسلاف فواخرجي من أكبر الدّاعمين للنظام السوري وللرئيس بشار الأسد معتبرين أنه السبيل الوحيد لخلاص سوريا وأن ما حصل في وطنهم لم يكن إلا مجرّد محاولة لتقسيم البلاد. فلم تقتصر الحرب في سوريا على الوسط السياسي فحسب، بل انتقلت إلى الوسط الفني الذي تحوّل إلى منبر لتصفية الحسابات السياسية والوطنية بين نجوم البلد الواحد.

محمد عساف بدوره من الفنانين الذين لا يفوتون فرصة إلاّ ويعبّرون من خلالها عن دعهم لقضية أرضه وشعبه فلسطين حتى أنه علّق وألغى كل نشاطاته الفنية طيلة فترة هوجومات العدو الصهيوني على غزّة كما إقتصرت تغريداته على منشورات مناهضة للإحتلال الإسرائيلي والإعتداءات التي أنهكت فلسطين وشعبها الباسل.

أمّا فيما يخصّ الفنانين اللبنانيين، فالأغلبية بينهم يفضلون عدم الدّخول في المهاترات السياسية معتبرين أن الفنان لكل الناس والسياسة تفرّق ولا تجمع بعكس الفن الذي باستطاعته جمع كل شرائح الوطن بمختلف توجهاته السياسية. ويتبنى هذا الموقف كل من نجوى كرم، نوال الزغبي، نانسي عجرم وائل كفوري، فارس كرم، ميريام فارس وغيرهم.

في المقابل، يرى بعض الفنانون والفنانات أن الإفصاح عن آرائهم السياسية هو شكل من أشكال حرية التعبير وحق مشروع يحفظه لهم الدستورخصوصاً وأننا في عصر ديمقراطي يحقّ لأيّ كان التعبير عن رأيه فيه. ومن أبرز النجوم الذين أيّدوا هذا الرأي إليسا التي لطالما كانت واضحة فيما يخصّ توجهاتها السياسية فهي لا تنفك تؤكد دعمها للقوات اللبنانية ومحبتها الكبيرة للدكتور سمير جعجع حتى أنها لا تفوت فرصة للتعبير عن رأيها على حسابها الشخصي على التويتر مع كل حدث سياسي أو وطني. وآخر تلك الأحداث المظاهرات التي قامت بها المجتمعات المدنية حيث أعلنت إليسا عدم تأييدها لتلك الحملات الأمر الذي أثار موجة من التعليقات السلبية ضدها من قبل العديد من المواطنين اللبنانيين المؤيدين لتحركات المجتمع المدني. وأيضاً معين شريف، جوليا بطرس وملحم زين فلا يخفون تأييدهم للسيد حسن نصرالله ومثلهم زين العمر وسمير صفير وهما من أشدّ الدّاعمين للجنرال ميشال عون والتيار الوطني الحرّ.

من هنا يمكننا القول أن مجاهرة النجوم العرب بآرائهم السياسية تؤثر على مسيرتهم بنسب متفاوتة فاحيانا يجتمع عليها الجمهور كما في حالة القضية الفلسطينية وأحياناً أخرى يخسر بسببها الفنان وتحديداً حين يكون رأيه نابع عن خلفية حزبية داعمة لزعيم بوجه آخر.

ديانا برازي – بيروت 

إلى الأعلى