أخبار عاجلة
السندريلا في ذكرى ميلادها

السندريلا في ذكرى ميلادها

متابعة بتجــــــــــرد: ملكت قلوب الجمهور منذ اللحظة الأولى، بتمثيلها وغنائها ورقصها واستعراضاتها، وحركتها الدائمة التي لا تهدأ. عاشت طفولةً صعبة وحياةً ليست يسيرة، ولم تتلقَ تعليماً في المدارس، بل اقتصرت دراستها على تلقينها دروساً خاصة في المنزل، فتعلمت أساسيات القراءة والكتابة فقط.

لكن، على الرغم من الطفولة الصعبة، تمكنت سندريلا الشاشة العربية، أن تشق طريقها وتحقق حلمها في التمثيل والغناء والاستعراض. وأصبحت سعاد حسني، في وقتٍ بسيط، نجمةً وواحدةً من أيقونات السينما العربية.

عائلة السندريلا

ولدت سعاد حسني في منطقة بولاق في القاهرة، والدها محمد حسني البابا، كان من عائلةٍ عاشت في دمشق، في فترة الحكم العثماني. وقد هاجر حسني البابا، جد سعاد، إلى القاهرة عام 1912 مصطحباً أسرته.

كان ترتيب سعاد بين أخوتها العاشرة، من بين 16 أخاً وأختاً معظمهم غير أشقّاء. عاشت وأخوتها بعد انفصال والديها، مع والدتها وزوجها الجديد، عبد المنعم حافظ. وأنجبت الأم منه ثلاث بنات، وثلاثة أبناء: جيهان، جانجاه، جيلي، جهير، جاسر، وجلاء.

البدايات الفنية

بدأت سعاد الطفلة تخطو أولى خطواتها الفنية في برنامج الأطفال الإذاعي بابا شارو. واشتهرت بأداء أغنية أخت القمر، لكن ميلاد النجمة سعاد الفني الحقيقي، كان عن طريق الصدفة. كانت فتاةً تقدم الشاي لصديق العائلة الذي كان يزورهم، الشاعر والكاتب الكبير عبد الرحمن الخميسي.

لفتته ابتسامة هذه الصغيرة، التي كان حضورها ملفتاً وخفيفاً كفراشة. فصرخ الخميسي: “هذه البنت نجمة”. وقدم لها أول أدوارها المسرحية، فشاركت في مسرحية هاملت، بدور أوفيليا.

ثم قام بترشيحها لأول أدوارها السينمائية، مع المخرج هنري بركات، في فيلم “حسن ونعيمة” عام 1959، الذي كان بدايتها الحقيقية. كانت السندريلا حينذاك في السادسة عشرة من عمرها، ولعبت دور البطولة إلى جانب المطرب محرم فؤاد، الذي لعب دور حسن في الفيلم.

فكان هذا الفيلم بمثابة إعلانٍ عن ميلاد نجمةٍ حقيقيةٍ ستخطف قلوب الجمهور، وانطلقت من بعده لتقدم عدداً كبيراً من الأفلام والمسلسلات الإذاعية.

توالت عليها العروض، وشاركت في عددٍ كبيرٍ من الأفلام مثل الزوجة الثانية، صغيرة على الحب، وغروب وشروق، أين عقلي، شفيقة ومتولي، الكرنك، أميرة حبي أنا، وغيرها الكثير من الأعمال الفنية.

إذ مثلت في أفلامٍ رومانسية، تاريخية، اجتماعية، وسياسية، جميعها إلى جانب نجوم كبار، مثل أحمد زكي، رشدي أباظة، عبد الحليم حافظ، يسرا، كمال الشناوي، عمر الشريف، نادية الجندي، صباح، حسين فهمي، تحية كاريوكا، صلاح ذو الفقار، محمود ياسين، فؤاد المهندس، وغيرهم الكثير.

إذ وصل عدد أفلامها إلى 91 فيلماً، لم تكتفِ فيها بالتمثيل، بل استخدمت موهبتها في الغناء وأداء الاستعراض، في عددٍ من أعمالها، مثل خلي بالك من زوزو، أميرة حبي أنا، مسلسل هو وهي.

وقد اختار النقاد تسعة أفلام مثلت فيها سعاد حسني، من ضمن أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية.

هل تزوجت سعاد حسني من عبد الحليم حافظ؟

لسنواتٍ طويلة ظل الحديث عن زواج سعاد حسني من العندليب سراً لا يعرف أحد حقيقته. وفي حديثٍ نادرٍ للسندريلا مع المحاور مفيد فوزي، بعد رحيل عبد الحليم، أكدت أنها تحمل مشاعر الحب والتقدير لعبد الحليم حافظ، وأن كلاهما أحب الفن ووضعه في المقام الأول.

مفيد فوزي، أكد في حديثٍ تلفزيوني آخر، أن “العندليب تزوج سراً من سعاد حسني، والسبب في ذلك أن عائلته كانت سترفض زواجه من فنانة، لأنها أسرة محافظة”، على حد تعبيره.

أما جنجاه شقيقة السندريلا، فنشرت وثيقة زواج عبد الحليم حافظ وسعاد حسني، في كتابٍ بعنوان “سعاد.. أسرار الجريمة الخفية”. وأظهرت جنجاه في الوثيقة أن الإعلامي وجدي الحكيم والفنان يوسف وهبي كانوا شهوداً على العقد.

ومع ذلك، ما زالت حتى اليوم قصة الحب التي جمعت العندليب والسندريلا سراً لم يكشفه أحد بتفاصيله.

لغز رحيل السندريلا

لم تكن قصة حبها مع العندليب الأسمر السر الوحيد في حياة السندريلا، أسرارٌ كثيرة شابت حياتها، فكان رحيلها أيضاً لغزاً كبيراً لم يحل حتى اليوم، على الرغم من مرور نحو 19 عاماً على وفاتها الغامضة. هل انتحرت من شرفة منزلها، أو قتلت؟ أو كان حادث سقوطٍ قضاء وقدر؟

في يوم 21 مايو عام 2001، أعلنت الشرطة البريطانية وفاة سعاد حسني، إثر سقوطها من شرفة الشقة، التي كانت تقيم فيها، في مبنى ستيوارت تاور.

الفنان سمير صبري، أكد أن سعاد لم تنتحر، لأنها كانت تستعد للعودة إلى مصر. وقال في سلسلة حلقاتٍ تلفزيونية، حول مقتل السندريلا، إن “الفنانة الراحلة كانت في طريقها إلى الشفاء، لكن هناك من تسبب في مقتلها”.

إلى الأعلى