أخبار عاجلة
“كورونا” يُدخِل صناعة السينما الخليجية نفقاً مظلماً

“كورونا” يُدخِل صناعة السينما الخليجية نفقاً مظلماً

متابعة بتجـــــــــرد: أصبحت صناعة السينما الخليجية في مهب الرياح، بعدما أصابتها عدوى “كورونا”، لتتلقى ضربة قاسية وتدخل نفقا مظلما لا يعلم أحد نهايته، ما بين أفلام انتجت وكان صناعها يطمحون لعرضها خلال الفترة المقبلة أو في عيد الفطر على أقصى تقدير، وأخرى قيد التنفيذ مجهول مصيرها، ومهرجانات سينمائية كانت آمال عشاق الفن السابع من الشباب معلقة بها قبل أن يقرر القائمون عليها إلغاء دوراتها، ويبقى السؤال الذي يرن صداه بين أروقة مواقع التصوير وفي دور العرض الخالية يبحث عن إجابة: هل من انفراجة قريبة؟

لا يختلف اثنان على أن الهلع المصاحب لانتشار “كورونا” أصاب الوسط الفني قاطبة بشلل تام، ولكن قطاع السينما أصبح الأكثر تضررا لأسباب عدة، أولها أن القرار السعودي بفتح دور العرض السينمائي كان قد حرك مياه الإنتاج الراكدة في الخليج، وشجع المنتجين على المغامرة برؤوس الأموال في ظل اتساع شريحة الجمهور المستهدف، وخرجت للنور العديد من الأفلام خلال الفترة الماضية، قبل ان يفرض كورونا حظرا على أفلام اخرى، كانت جاهزة للعرض، مثل الفيلم السعودي “نجد” للفنانة القديرة حياة الفهد، والفيلم الكويتي المصري “مفلح باشا” للمنتج نايف الراشد، وبطولة أحمد رزق ومنة فضالي، وكان مرشحا للعرض فبراير الماضي، وأخيرا فيلم “كويت مراكش كويت”، من تأليف وإخراج عمار الموسوي، ومن بطولة أحمد العونان وسلطان الفرج ومحمد عاشور والمغربية فرح، وجرى تصويره بين الكويت والمغرب، كل تلك الأعمال تنتظر انفراجة قريبة.

ومن الأفلام التي يجري تصويرها حاليا ولا يعرف صناعها مصيرها “مينون والمنخوليا”، الذي يصور أحداثه حاليا وتقع أحداثه في قالب كوميدي ساخر، ويتناول مجموعة من الموضوعات الاجتماعية، وهو من تأليف عادل الزاهد، وإخراج حسن سراب، ومن بطولة ولد الديرة، إلى جانب مجموعة نجوم من الفنانين، منهم سمير القلاف، مشاري البلام، حسن أشرف، جمال حجازي، محمد أشكناني، لولو عبدالله وغيرهم.

حالة فزع

وعلى صعيد المهرجانات، دفعت حالة الفزع التي يشهدها العالم بسبب انتشار فيروس كورونا، صناع “مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي” الى التراجع عن انطلاق الدورة الأولى، حفاظا على سلامة ضيوف المهرجان، الذي كان يشكل خطوة مهمة جدا في صناعة السينما في الخليج والوطن العربى، وتحديدا السعودية التي لطالما عانت كثيرا بسبب غياب صناعة السينما، إلى أن أدت حالة الانفتاح الكبير على المستوى الفني الى اتخاذ إجراءات سريعة بانطلاق مهرجان البحر الأحمر بقيادة شابة للمخرج محمود الصباغ، وبكوادر من مختلف الوطن العربي، ممن لهم خبرات في مجال صناعة المهرجانات.

ولكن كل ذلك تحطم على صخرة فيروس كورونا الذي ضرب صناعة السينما في مقتل، متسببا في خسارة لأصحاب الأفلام التي كانت تتنافس على جوائز اليسر “جوائز المهرجان” والتي تقدر بـ250 ألف دولار وهو مبلغ كان سيشكل فارقا كبيرا لصناع الفن السابع من الطامحين للحصول على دعم مادي لإنتاج اعمالهم.

مهرجان البحرين

حتى الآن لم يعلن المهرجان عن مصير الأفلام المتنافسة وهل سيتم السماح لها بالانسحاب واللحاق بمهرجانات أخرى أم ستظل رهن قرار عودة المهرجان والإعلان عن موعد انطلاقه الجديد، فصناع تلك الأعمال هم أيضا لم يتلقوا أي رد بخصوص هذا الأمر.

ورغم الاستعدادات الكبيرة خلال الفترة الماضية، قررت إدارة مهرجان البحرين السينمائي، تأجيل موعد إقامة الدورة الأولى منه، حتى إشعار آخر، وذلك التزاما بتوصية وزارة الداخلية البحرينية وقرار هيئة البحرين للثقافة والآثار، على خلفية انتشار فيروس كورونا في البلاد. وكانت هيئة البحرين للثقافة والآثار، أعلنت تعليق كل فعالياتها الجماهيرية، وذلك حرصا على سلامة جميع المواطنين والمشاركين في هذه الفعاليات. وكان من المقرر إقامة الدورة الأولى من مهرجان البحرين السينمائي، تحت شعار “سينما لأجلك”، والتي كانت ستقام تحت رعاية هيئة البحرين للثقافة والآثار، وتنظيم نادي البحرين للسينما، في الفترة من 4 إلى 8 مارس الجاري.

دور العرض

صبحت دور العرض السينمائي محليا خاوية على عروشها منذ أول من أمس بعد قرار مجلس الوزراء بغلقها، ما يعرض شركات التوزيع السينمائي لخسائر فادحة، لا سيما أن الخليج من الأسواق المهمة للأفلام السينمائية خاصة العالمية منها، وعلى خلفية إغلاق دور العرض المحلية في الخليج بشكل عام، أعلن موقع هوليوود ريبورتر عن تأجيل عرض فيلم جيمس بوند “No Time to Die” حول العالم إلى نوفمبر المقبل، وذلك بعدما كان من المفترض طرحه عالميا في أبريل المقبل، إلا أن انتشار فيروس كورونا حول العالم بشكل مفزع دفع صناع الفيلم لعرضه في نوفمبر، وذلك بعد أيام قليلة من تأجيل جولته في الصين لأجل غير مسمى لنفس السبب.

تأجيل طرح الفيلم في موعده وغيابه عن الصين تسببا في خسائر لصناع الفيلم تتراوح ما بين 30 إلى 50 مليون دولار أميركي، خاصة أن الفيلم هو النسخة الأخيرة من فيلم العميل “جيمس بوند”، واحد من أعرق سلاسل السينما العالمية، ويقوم ببطولته النجم دانييل كريج، ويعتبر الفيلم هو النسخة الـ25 من السلسلة، حيث قدم كريج قبل عدة سنوات فيلم Specter، وحقق نجاحا كبيرا، ويشارك فى بطولة الفيلم نجم الأوسكار المصري الأميركي رامي مالك.

إلى الأعلى