أخبار عاجلة
“الفتوة”.. ديكور أنيق لقصة قديمة

“الفتوة”.. ديكور أنيق لقصة قديمة

متابعة بتجـــــــــرد: عودة إلى الماضي على طريقة دراما “باب الحارة” السوري، بدت الحلقات الأولى من المسلسل الرمضاني “الفتوة” لمؤلفه هاني سرحان وبطولة ياسر جلال وأحمد صلاح حسني ومي عمر ونجلاء بدر وأحمد خليل وآخرين.

يفتتح المسلسل على مشهد مجموعة من رجال أحد الفتوات وهم يجمعون الإتاوة عنوة في منتصف الليل، لكنهم، في جو يسوده الغموض والضوء الخافت، يتعرضون لمواجهة مفاجئة من رجل ملثم يلقنهم درسًا قاسيًا ويسرق ما جمعوه من إتاوات.

القصة ليست جديدة في محتواها ومصادرها ويمكن التنبؤ بمساراتها. تسري همسات في منطقة الجمالية، أحد أحياء القاهرة التاريخية، عن هذا الملثم، الذي يمثل الفتوة العادل.

المسلسل، الذي تدور أحداثه عام 1850، أعد ديكوره بعناية بالاستفادة من التقنيات الحديثة في إبراز صورة براقة من ماضي الأحياء الشعبية في القاهرة آنئذ ونظام الأسواق والملابس والعمارة المنزلية، حيث كان يسود نظام الفتوات كحماة للحارات، وكانت السلطات تتغاضى تاركة لهؤلاء شؤون الضبط والربط، وغالبًا ما كان هؤلاء يمثلون حكامًا مصغرين، معتمدين على قوة أذرعهم و”نبابيتهم”.

وكان الروائي نجيب محفوظ قد أفرد صفحات كثيرة من أعماله الروائية والقصصية في استلهام نظام الفتوات، وترجمت بعض أعماله تلك سينمائيًا في أفلام مثل “الشيطان يعظ”، و”الجوع” و”التوت والنبوت”.

نتعرف في المسلسل الجديد أيضًا على حسن الجبالي، وهو ابن فتوة متوفى اتسم عهده بالعدل ونصرة المظلومين. من خلال المشاهد الأولى لحركة حسن الجبالي في الأسواق وتعامله مع الناس نتبين أنه يجسد صورة من أبيه الفتوة العادل حتى وإن تظاهر أنه بعيد عن الفتونة، بل ربما نتنبأ بأنه هو نفسه الفتوة الملثم الذي يقوم بإعادة الأموال المنهوبة إلى مستحقيها سرًا.

في المقابل، يحكم الحارة، صوريًا، الفتوة صابر أبو شديد، وهو رجل طاعن في السن يبدو أنه ترك شأن الفتونة لولده وبطانته، وهو ما يستغله الابن بالتواطؤ مع أمه (عايدة رياض) للسيطرة على الحارة بالظلم والترهيب.

هكذا تتجلى خيوط العمل: صراع متوقع بين سليل الفتونة باعتبارها نظامًا عادلًا لمناصرة الضعيف، وبين الفتونة التي تمثل القهر والتجبر ونهب المساكين. كما تظهر الأحداث خيطاً فرعياً يتمثل في الفتوة العادل لكن الذي يمنح ثقته في بطانة سيئة.

الأدوار النسائية بدأت معالمها الأولى تظهر مع ابنة حسن الجبالي التي يدربها أبوها على الدفاع عن نفسها ويحرص على تعليمها. و”الست ليل” ابنة الفتوة أبو شديد التي يحيط بحياتها سر ما ستكشف عنه الحلقات المقبلة.

مخرج العمل حسن المنياوي نجح في الانتقالات السلسة من الحلقة الأولى في تقديم أبطاله ملوحًا بالخطوط العريضة للأحداث. غير أن المبالغة في أناقة الديكور والملابس والكادرات المنتقاة جعلتنا نشعر أننا أمام لوحة مرممة من الماضي تفتقر إلى الحيوية والروح.

إلى الأعلى