أخبار عاجلة
“أشكال”.. فيلم تونسي يعود بالزمن إلى ما قبل بداية ثورة يناير

“أشكال”.. فيلم تونسي يعود بالزمن إلى ما قبل بداية ثورة يناير

متابعة بتجــرد: يحط الفيلم التونسي “أشكال” للمخرج يوسف الشابي الرحال أخيرا في صالات العرض التونسية اليوم الأربعاء 8 فبراير/شباط وذلك بعد جولة خارج تونس أخذته إلى عدد من المهرجانات الدولية منها مراكش ولندن.

ويعتبر “أشكال” أول فيلم روائي طويل للمخرج التونسي الشاب وهو عمل سينمائي يمزج ببراعة بين القصة البوليسية والخيال وهو من إنتاج تونسي قطري فرنسي مشترك.

ويسلط الفيلم الذي تبلغ مدته اثنتين وتسعين دقيقة الضوء على الشرطية “فاطمة” التي تجسد دورها فاطمة أوصيفي و”بطل” (محمد حسين قريع) اللذين يكتشفان جثة متفحمة في موقع بناء غير مكتمل في أحد مباني “حدائق قرطاج” أحد أحياء تونس الذي أنشأه نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي وتم إيقاف بنائه بعنف في بداية ثورة يناير/كانون الثاني 2011.

وبينما تستأنف الأشغال في مواقع البناء تدريجيا بدأت فاطمة وبطل البحث في هذه الحالة الغامضة، لكن هذه الحادثة لا تبدو وحيدة حيث حدثت حالة مماثلة قبل أن يتمكنا من كشف ملابسات الحالة الأولى.

ويأخذ التحقيق منعطفا مثيرا ويبدأ البحث عن مرتكب الجريمة، حتى لو بدا أنه يعقد مهمة ضابطي الشرطة.

ورغم الضغوطات التي تمارسها عليهما قياداتُ الشرطة يقرر المفتشان استئناف الأبحاث إلى آخر المطاف ولكنهما لا يعلمان بأنهما قد ألقيا بنفسيهما في متاهة من الأشكال الغريبة.

ويعود الفيلم بالمشاهد إلى ما قبل بداية ثورة يناير/كانون الثاني 2011 ليستعرض جزءا من الأحداث، ثم يأخذه في رحلة بحث طويلة عن الحقيقة، مصورا له أوجها من تونس التي قد يعرفها أبناؤها جيدا لكن يجهلها الآخرون.

ويعمل يوسف الشابي منذ عودته من فرنسا على إنجاز أفلام تنطلق من مواضيع محلية لكنها تتحرر منها لتعبر عن الواقع الاجتماعي التونسي وتسرد جزءا من ملامحه وأحداثه وتطوراتها لجمهور السينما في كل مكان.

وحول دلالات المكان وأسباب اختياره قال الشابي في تصريحات لفرانس 24 “حدائق قرطاج مكان خلق بداخلي القصة، فهو بمثابة أستوديو جاهز يمكن التحكم فيه”.

وفي حين أن الفيلم انخرط في فضاء تونسي ضيّق إلا أن تركيزه على الواقع وتقديمه على أنه تأريخ سينمائي جعله يأخذ بعدا كونيا خصوصا من خلال ربط الأحداث في تونس بما يجري في العالم.

ففي هذا الفيلم هنالك مساحات واسعة للمغامرة والفانتازيا، إذ حاول المخرج بمعالجة إبداعية خارجة عن المألوف بسط الواقع المعاش.

وعن أسباب اختياره أن يكون فيلمه بوليسي أوضح يوسف الشابي أن “تونس تمتلك قوة سينمائية حاولت الاستفادة منها حتى أقدم نظرة أخرى عن تونس بتاريخها الحديث بعيدا عن التركيز المعتاد على الرؤية الاجتماعية وكذلك السياسية”.

واستفاد الفيلم من دعم منصة “ورشات الأطلس” البرنامج المخصص للإنتاج السينمائي الذي يهدف إلى دعم جيل جديد من المخرجين من أفريقيا والشرق الأوسط.

ويوحي الفيلم الذي سيكون جمهور الفن السابع بتونس الأربعاء بانتظار عرضه في بدايته أن أحداثه واقعية وأن السياق يتنزل ضمن خانة الأفلام البوليسية، لكن بتطور الأحداث يكتشف المشاهد أنه أمام عالم خيالي غرائبي يتجاوز حدود المنطق والعقل وأنه لا يعدو كونه مراوحة بين الواقع والخيال العلمي والرعب.

وحصد “أشكال” آخر أكتوبر/تشرين الأول 2022 ثلاث جوائز في حفل اختتام مهرجان مونبلييه للسينما المتوسطية في دورته الرابعة والأربعين وهي: الجائزة الكبرى وجائزة النقاد وجائزة أفضل موسيقى.

كما سبق أن نال إعجاب منتجي السينما وإشادة النقاد في عرضه العالمي الأول ضمن “قسم نصف شهر المخرجين” خلال الدورة الخامسة والسبعين لمهرجان كان السينمائي في شهر مايو/أيار 2022.

ويذكر أن يوسف الشابي الذي ولد في تونس سنة 1984 أخرج فيلمين قصيرين هما “نحو الشمال” سنة 2010 و”الأعماق” سنة 2012 اللذان تم اختيارهما في العديد من المهرجانات الدولية.

وشارك في سنة 2012 في إخراج الفيلم الوثائقي “بابيلون” الحائز على جائزة لجنة التحكيم من مهرجان مارسيليا للفيلم الوثائقي وتم تقديمه في متحف الفن الحديث في نيويورك.

إلى الأعلى