أخبار عاجلة
بين الخوف والتردّد الأغنية اللبنانية خارج حسابات الفنانين العرب

بين الخوف والتردّد الأغنية اللبنانية خارج حسابات الفنانين العرب

بتجــرد – بيروت: على مرّ العصور إقتصر تقديم الأغنية اللبنانية على الفنانين اللبنانيين فقط وذلك لأسباب لا تزال مجهولة، وقبل التطرّق إلى نجوم الساحة الفنية اليوم نعود بالزمن إلى القرن الماضي فكوكب الشرق أم كلثوم، موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب والعندليب الأسمر عبد الحليم الحافظ لم يطرحوا أغنيات باللهجة اللبنانية رغم أن عبد الحليم قدّم اللهجة الخليجية ونذكر في هذا الإطار أغنية “ياهلي ياهلي” التي أطلقها خلال زيارته للكويت عام 1965 من كلمات الشاعر وليد جعفر وألحان عبد الحميد السيد.

أمّا كبار الفنانين اللبنانية فقدّموا أغنيات باللهجة المصرية، فمثلاً السيدة فيروز أعادت غناء “خايف أقول اللي في قلبي” و”يا جارة الوادي” لعبد الوهاب كما وكان للشحرورة صباح والكبير وديع الصافي العديد من الأعمال المصرية التي أصبحت في أيامنا مرجعاً لأرشيف الموسيقى المصرية والعربية.

على الساحة الفنية اليوم يبتعد الفنانون العرب عن الأغنية اللبنانية وذلك رغم بعض الإستثناءات، فمن النادر أن يقدّم فنان عربي اللّهجة اللبنانية، عمرو دياب، أحلام، نوال الكويتية، حسين الجسمي، عبدالله الرّويشد، ماجد المهندس، محمد منير ورغم شهرتهم الواسعة الا أن أرشيفهم الفني لا يحمل أي أغنية لبنانية مع العلم أن لهم نجاحات عديدة ومحبّين في لبنان.

ولم يمانع العديد من الفنانين العرب أن يكون لهم تجارب ولو ضئيلة جداً بأغنيات لبنانية ومنهم أصالة نصري وقد تكون أغنية “يسمحولي الكل” من أشهرها، صابر الرباعي وآخر أعماله باللبناني “يا عسل”، لطيفة التونسية “أمنلي بيت”، محمد عساف الذي قدّم العديد من الأغنيات اللبنانية في ألبومه الأوّل وأبرزها أغنية “لوين بروح”، نبيل شعيل وأغنية “بدا القصة شوية وقت”، عبد المجيد عبدالله وأغنية “سمعني غنية”، طلال سلامة وأغنية “شال الهوى”، أروى التي قدّمت أغنية “غلطك صح” وهند بأغنية “موعد عمر”.

كذلك العديد من النجوم اللبنانيين إعتاد الجمهور على تقديمهم كل اللّهجات ومنهم راغب علامة، نانسي عجرم، نوال الزعبي، ميريام فارس، كارول سماحة، هيفاء وهبي، يارا، سيرين عبد النور، إليسا، ديانا حدّاد، جوزيف عطية وغيرهم فلم يمتنعوا عن تقديم أغنيات باللّهجتين المصرية والخليجية وحتى المغربية إلى جانب الأغنية اللبنانية.

في المقلب الثاني ومن جهتها نجوى كرم إمتنعت وطيلة مسيرتها الفنية عن الغناء بغير اللهجة اللبنانية لكن ذلك لم يمنعها من إبراز قدراتها على تقديم المصري والخليجي في أكثر من لقاء تلفزيوني لها، كذلك وائل كفوري الذي لم يقدّم إلاّ أغنية مصرية واحدة “ناداني الشوق” وإلتزم بعدها باللهجة اللبنانية التي عبرت بصوته المحيطات ووصلت إلى كل الشعوب العربية من خلال الحفلات والمهرجانات التي يحييها في مختلف الدّول، أما فارس كرم ففضل تقديم الأغنية اللبنانية فقط وحقق باللون الشعبي نجاحات عديدة كرّسته الأقوى في هذا المجال.

شيرين عبد الوهاب من الفنانات اللواتي صرّحن منذ سنوات عن إستعدادهن لتقديم أغنية باللهجة اللبنانية تتعاون فيها مع الفنان والملحن زياد برجي إلاّ أنها عادت وإمتنعت عن طرحها في ألبومها الأخير “أنا كتير” ويحكى في الكواليس عن عدولها نهائياً عن الموضوع نظراً لتخوفها من هذه الخطوة التي تعتبر جديدة وقد يقابلها الشارع المصري بالرفض، كذلك المغربية سميرة سعيد التي وفي آخر لحظة فضّلت عدم إدراج الأغنية اللبنانية التي سجّلتها وتتعاون فيها مع كارينا عيد ضمن ألبومها وفضلت طرحها لاحقاً على طريقة السينغل، أمّا أنغام فعلى ما يبدو وبحسب كل المؤشرات حزمت أمرها وسيطرح لها أغنية لبنانية تتعاون فيها مع الشاعرة كاترين معوض والملحن هشام بولس في ألبومها المنتظر إصداره خلال أيام قليلة.

بذلك نلاحظ أن النجوم العرب بشكل عام يبتعدون عن الأغنية اللبنانية ومن قدّموها كان لهم تجارب قليلة جداً معها لا تقارن حتى بأغنياتهم باللهجات الأخرى، فهل يكون الخوف والتردّد سبباً لإستبعاد النجوم العرب الأغنية اللبنانية على حساب غيرها من اللّهجات؟

مروى الماروق – لبنان 
إلى الأعلى