أخبار عاجلة
في صراع “الأجمل” و”الأصدق”.. لآخر نفس يُدخل الدراما عالم الواقع ويفوز بالرهان

في صراع “الأجمل” و”الأصدق”.. لآخر نفس يُدخل الدراما عالم الواقع ويفوز بالرهان

إيلي أبو نجم – رأي بتجــــــــرد: نفتقد لغتنا اليومية في معظم الأعمال الدرامية، نفتقد تلك العبارات والكلمات البسيطة التي لا تحتاج لتفسيرات وتحليلات ماورائية لفهم المقصود منها، فنصوص مسلسلاتنا أصبحت بمعظمها خيالية وبعيدة عن الواقع الذي نعيشه اليوم، إمّا تسافر بنا إلى جوّ مختلف تماماً، أو تضعنا أمام أحداث ليست بعيدة عن كل ما نعيشه اليوم لكن مع تحسينات وتظبيطات يظنّ صنّاعها أنها ضرورية ليخرج العمل بأجمل صورة ممكنة.

أحياناً لا نحتاج إلى “الأجمل” بقدر ما نحتاج إلى “الأصدق” وهو ما إستطاعت كارين رزق الله أن توجده في نصوصها وأعطى مسلسلاتها رونق خاص بعيد عن “الفلسفة” وقريب من الناس.

يشعر المشاهد في مسلسلات كارين بأنه جزء من تلك الأحداث التي تدور في عالم يشبه  عالمه، منازل تشبه تلك التي يسكنها، سيارات مماثلة لتلك التي يتنقل بها، حتى زحمة الطرقات هي عينها الزحمة التي يعاني منها في يومياته وما يقوله وسطها بات يسمعه في سياق أحداث حقيقية أو إن صحّ التعبير أكثر صدق وواقعية.

“لآخر نفس” هو المسلسل الذي إختارت كارين رزق لله أن تخوض به الماراثون الرمضاني لهذا العام، وعبر شاشة “ام تي في” ضمن باقة “القمر عنا” أطلّت مع نخبة من أهم الممثلين اللبنانيين وعلى رأسهم بديع أبو شقرا ورودني حدّاد بعمل ينتمي إلى نفس المجموعة التي تحدّثنا عنها في السطور السابقة.

تجمع الصدفة “هزار” التي تجسد شخصيتها كارين رزق الله بـ”غسان” الذي يلعب دوره بديع أبو شقرا، وفي دقائق قصيرة جداً تشتعل الشرارة بينهما. دقائق يفترق بعدها الغريبان ليلتقيا صدفةً بعد مدة ليعملا في المؤسسة ذاتها – جريدة في مهب الريح، كمعظم الصحف في أيامنا.

تبدأ رحلة مليئة بالمشاعر لكنها تصطدم بالواقع فهزار سيدة متزوجة تجمعها بزوجها “نديم” ويلعب دوره رودني حداد علاقة تفاهم راسخة، وترفض تشويه نظرة أمها وشقيقتيها لها، خصوصاً أنها الإبنة المثالية في عائلة غريبة في تركيبتها، أمّا غسان فهو رجل أعمال متزوج يشتاق للشعور بالشغف، الذي غاب عن علاقته بزوجته.

صراع فيه الكثير من المواقف الكوميدية والكثير الكثير من الرومنسية إضافة الى شخصيات فكاهية ومواضيع مستقاة من مجتمعنا وحياتنا اليومية، لم تعالجها الدراما المحلية من قبل، نجح مسلسل “لآخر نفس” بجذب المشاهد إليها من الأيام الأولى على إنطلاق المنافسة الدرامية لشهر رمضان المبارك.

بتجــــــــــــرد، تثبت كارين رزق الله بهذا العمل ومرّة جديدة أن للدراما اللبنانية مساحة كبيرة على خارطة المنافسة، فأمام إنتاجات عربية ضخمة تعرضها قنواتنا المحلية يسطع نجاح “لآخر نفس” عبر “ام تي في” بنسب مشاهدة تؤكد الأرقام تفوقه بها على مسلسلات القنوات الأخرى المعروضة في التوقيت عينه.

إلى الأعلى