أخبار عاجلة
“مالكوم وماري”.. حب وحرب في هوليود

“مالكوم وماري”.. حب وحرب في هوليود

متابعة بتجـــــــــــرد: تعرض شبكة نتفليكس حالياً فيلم “مالكوم وماري”، أول فيلم تم صنعه تحت وطأة الحجر المنزلي.

فعندما توقف العمل في مسلسل “النشوة” بسبب الجائحة، فكر المخرج سام ليفنسون في عمل فيلم رغم الظروف الصعبة، وناقش الفكرة مع النجمة زندايا فأعجبتها، ثم بدأ في كتابة السيناريو انطلاقا من تجربة خاصة مر بها، حيث نسي في الكلمة التي ألقاها بعد العرض الأول لفيلمه “أمة الاغتيال” أن يشكر زوجته التي وقفت الى جانبه!

كانت تلك نقطة الانطلاق، التي اشعلت فتيل خياله، فكتب السيناريو في ستة أيام، وعرضه على جون ديفيد واشنطن فأعجبه وانضم الى المشروع.

وقام بتمويل الفيلم ليفنسون وزوجته وزندايا وواشنطن، وتم التصوير خلال اسبوع في منزل بولاية كاليفورنيا، حيث تولى كل من واشنطن وزندايا عمل مكياجه واختيار أزيائه، تم التزام تدابير السلامة، بعزل فريق العمل، وفحص افراده يوميا. فما هي قصة الفيلم؟

التوتر والانفجار

بعد العرض الأول لفيلمه الجديد، يعود المخرج المغرور مالكولم (واشنطن) وخطيبته ماري “زندايا” الى المنزل. الجو بينهما متوتر. هو منتش بالاستقبال الرائع الذي حظي به فيلمه، وهي محبطة تغلي غضبا. فقد ارتكب مالكولم خطيئة، اذ لم يشكرها في الكلمة التي ألقاها بعد العرض، لم يذكر مساعدتها له في صنع الفيلمه المستوحى من حياتها، بل انه قد تملكته النرجسية، لا يلحظ حالتها النفسية. يصب لنفسه مشروباً، ويرقص على أنغام جيمس براون.

يناقش الحبيبان أحداث المساء، والقيمة الفنية للفيلم، وينفجر بركان الغضب، اذ يناقشان ماضي علاقتهما ومستقبلها. وفي غمرة السجال، يكشفان طبقات عديدة لعلاقتهما، بحلوها ومرها. ويناقشان امورا اجتماعية، منها النظرة الى السود.

وكما أشار الناقد كريس أجار في موقع “سكرينرنت”، فإن السيناريو الذكي يعيد، بما يكشف، بناء سياق العلاقة بين مالكولم وماري، اذ يبدأ بفكرة صغيرة نسبياً، تكبر ككرة الثلج.

فيلم الممثلين

تلقى الاصدار المحدود للفيلم الذي أطلق في 29 يناير الماضي ردود فعل مختلفة من النقاد. كان الثناء من نصيب التمثيل والتصوير، لكن الفيلم اعتبر “منغمساً في ذاته”، وشخصياته غير متقنة البناء.

كتب آمون وارمان في “امباير ماغازين” ان كلا من زندايا وواشنطن قدم أفضل أداء في حياتهما المهنية، وكانا ثنائيا ساحرا يتأمل الحب والحياة والفن.

وأكد مات غولدبرغ في “كولايدر” ان “مالكولم وماري” فيلم يعيش أو يموت على ايدي ممثليه جون ديفيد واشنطن وزندايا، فهما الشخصان الوحيدان في الفيلم، والصراع بأكمله يدور حول العلاقة بينهما.. إنه فيلمهما.

ورأى ديفيد روني في “هوليوود ريبورتر” أن زندايا هي التي تحمل الفيلم، وتعبر بصمتها البليغ كما تفعل بكلماتها.

إبداع رغم القيود

نظراً لتصوير الفيلم في فترة الحجر المنزلي، في مكان واحد، فقد كانت هناك قيود، لكن ليفنسون استطاع إيجاد طريقة لتحقيق أفضل نتيجة.

هذا ما كتبه كريس أجار، مشيراً إلى فاعلية تركيب اللقطات كوسيلة للسرد المرئي.

ويرى أن العرض بالأبيض والأسود يمنح الفيلم جماليات تعبر الزمن، على الرغم من المراجع المعاصرة المنتشرة في الفيلم.

ويشيد الناقد بالممثلين اللذين استطاعا حمل الفيلم على أكتافهما، وجعله آسراً جذاباً للمشاهدين طوال الوقت، وأضافا بأدائهما مزيدًا من الظلال والعمق للشخصيتين.

ويشير إلى الكيمياء الممتازة بين الشخصيتين، وتفوق واشنطن وزندايا في السجال اللفظي وفي اللحظات الهادئة ذات الروح الرومانسية.

ويخلص أجار إلى أن واشنطن وزندايا يستحقان الترشيحات للأوسكار، وهذا ما تراه كارين جيمس، التي كتبت في موقع “بي بي سي”، ان كلا الممثلين يستحقان جائزة عن أدائهما المرهف المفعم بالحيوية في الفيلم المكثف.

أبيض وأسود

وجهت ماري سولوسي نقداً لاذعاً للفيلم في “انترتينمنت”، فالفيلم من وجهة نظرها يبدو كتمرين على التمثيل، يحفز فيه المخرج الممثلين على الأداء بصورة أفضل، والصراع يبدو مختلقاً ومفروضاً فرضاً تعسفياً، والحوار “نصف مخبوز” لا إبداع فيه، والشخصيتان مصطنعتان، لا كيمياء بينهما، تحاولان افتعال معارك عاطفية. والفيلم همه ذاته بشكل عميق، واهتمامه بكيفية ظهوره أكثر من اهتمامه بما يقول.

النقطة المضيئة التي تراها الناقدة في الفيلم هي التصوير السينمائي بالأبيض والأسود لمارسيل ريف، الذي اتسم بالأناقة ودقة التفاصيل، مستفيداً إلى أقصى حد من الموقع الرائع والنوافذ العديدة، التي يؤطر ليفنسون وريف من خلالها النجمين بمهارة.

ولا تنسى أن تبدي إعجابها بتصميم ثوب ماري “زندايا” الرائع، فهو بحد ذاته قطعة فنية رائعة، وهو اختيار رائع في ظل سيناريو لا يتيح أماكن متعددة للتصوير وتنوع ملابس الشخصيات.

أصداء

يشير ديفيد روني إلى وجود أصداء متكررة في “مالكوم وماري” لفيلم مايك نيكولز “من يخاف من فرجينيا وولف؟” ظاهرة ليس فقط في ديناميكية الزوجين المتنافسين، بل كذلك في المرئيات العالية التباين بالأبيض والأسود للمصور السينمائي الموهوب مارسيل ريف.

لكن كارين جيمس تنبه إلى أن ليفنسون حوّل الحكاية المألوفة إلى عرض ديناميكي مرهف، ووسع إطار القصة لتشمل قضايا أخرى.

والواقع أن المعركة بين الحبيبين تكشف العديد من مواطن الخلل في العلاقة بينهما، وفي مجتمع هوليود، والمجتمع الأميركي. فمالكولم يعبر فيه عن استيائه لإصرار نقادٍ بيض على الإشارة إلى أنه أسود، عند تقييم عمله. والمتملقون يحيطون بالنجوم، تقول ماري: “أنا الشخص الوحيد الذي أخبرك أنك أحمق حيث كنت أحمق”.

وبين الوجوه والأقنعة مفارقات، فبطلة فيلم مالكولم ترتدي ثوباً ثمنه ألفا دولار، وتتحدث على السجادة الحمراء عن.. الاشتراكية!

زندايا: كنت مراهقة.. وكبرت!

عندما اطلقت “نتفليكس” الفيديو الترويجي للفيلم، اشتعل الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي، حول فارق السن بين زندايا (24 عاما) وواشنطن (36 عاما)، إذ عبر كثيرون عن انزعاجهم، معتبرين اختيار الممثلين غير موفق، واستغرب آخرون الضجة المثارة، مشيرين الى ان زندايا امرأة ناضجة.

وغرد أحد المتابعين “كانت زندايا تستطيع أن تجد نجما في مثل سنها يشاركها البطولة”، وغرد آخر “زندايا كانت نجمة ديزني، ولأنها لعبت دور مراهقة في “الرجل العنكبوت” و”النشوة” فإن الفجوة العمرية تصبح أكثر وضوحًا”.. وردت زندايا “لقد لعبت دور مراهقة حين كان عمري 16 عامًا.. والآن كبرت..”.

واشنطن: كنت مستعداً للمخاطرة

سئل جون ديفيد واشنطن: لماذا شاركت في “مالكولم وماري” في هذه المرحلة من مسيرتك الفنية، وتحت وطأة الجائحة؟ فأجاب: انني أحب التمثيل. وقد تلقيت اتصالا هاتفيا من سام ليفنسون، قرأ لي خلاله نحو عشر صفحات من نص الحوار بين مالكولم وماري. لم أصدق أذني. كان الحوار جميلا، وعنيفا خلال المواجهات العميقة. قلت لسام: انني أحبه، هل يمكنني قراءة السيناريو؟.

واضاف النجم الذي لفت الانظار في “بلاكككلنزمن” ثم في “تينيت”: شعرت بضرورة القيام بهذا الدور. كنت في أمسّ الحاجة الى ذلك من الناحية الفنية، فقد كنت قلقا على مستقبلي. وكان المطلوب هو العمل. لذلك قلت: “متى نبدأ؟”.

وعن شعوره أثناء التصوير قال: شعرت بالراحة. شعرت بالأمان. شعرت بالحاجة إلى العمل لدرجة أنني كنت على استعداد للمخاطرة. كان علينا الخضوع للفحص الطبي، وقد تم ذلك.

وقال واشنطن ان زندايا فنانة ناضجة، لديها خبرة أكثر منه بكثير “لذلك تعلمت منها. كنت أعتمد عليها كثيرًا. أنا أقدر حكمتها وفطنتها. وعندما يتم عرض الفيلم سوف يرى الناس مدى نضجها في هذا الدور”.

مواصفات الفيلم

النوع: دراما

ﺗﺄﻟﻴﻒ واخراج: سام ليفنسون

بطولة: زندايا وجون ديفيد واشنطن

تصوير: مارسيل ريف

مدة العرض: 106 دقائق

التقييم

آي إم دي بي: 6.3 من 10

روتن تويتوز: 58%

ميتاكريتيك: 59%

الغارديان: 3 نجوم من 5

إلى الأعلى