أخبار عاجلة
حسين فهمي: الفن يواجه الفكر بالفكر.. والسينما تجري في دمي

حسين فهمي: الفن يواجه الفكر بالفكر.. والسينما تجري في دمي

نقلنا لكم – بتجــرد: نشاط سينمائي غير عادي يعيشه، فبعد عرض فيلمه “الكاهن”، كان ضيف شرف دورة استثنائية لمهرجان جمعية الفيلم، وتم تكريمه في مهرجان الأقصر للسينما العربية بإهدائه “إنجاز العمر”، ومنها إلي إعلان وزاري بتوليه رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. إنه الفنان القدير حسين فهمي، الذي يعود لذلك المنصب بعد مرور ما يقرب من 20 عاما، بعدما أحدث طفرة كبيرة منذ عام 1998 عندما تولي رئاسة المهرجان بعد رحيل سعد الدين وهبة. الفنان الكبير تحدث عن فيلمه الجديد “الملحد” والذي أكد في حواره مع “العربية” أنه يناقش قضية مهمة وشائكة في المجتمع، كما تحدث عن غيابه عن الدراما التلفزيونية، وكواليس عودته للمهرجان مرة أخرى بعد كل تلك السنوات.

ما الذي قمت به بعد إعلان رئاستك لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟

اتصلت بمحمد حفظي، وهو صديق عزيز وتجمعني صداقة أسرية مع والده ووالدته من زمن، فأنا أعرف محمد من سنوات طويلة، وشكرته على كل الجهود التي قام بها وقدمها لمهرجان، وقلت له إني سأستكمل ما قام بعمله أثناء رئاسته للمهرجان. فجميعنا نريد أن يكون المهرجان قويا وعظيما، والقاهرة تستحق هذا، والسينما المصرية تستحق أن يكون لها مهرجان ضخم. وطلبت من حفظي أن يساعدني ورحب على الفور بذلك، فبيننا صداقة واحترام متبادل. وأحب أن أشكر سيادة الوزيرة أنها منحتني هذه الثقة مرة أخرى، وأرجو تقديم شيء جديد لهذا المهرجان. كما جمعني لقاء بحفظي في حضور معالي الوزيرة وكان لقاؤنا وديا ومتحضرا جدا.

أعلنت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم عن وجود بروتوكول جديد في تسليمك المهام الخاصة بك كرئيس للمهرجان؟

هو بروتوكول جميل جدا، وأنا سعيد به جدا، ووافقت بمنتهى السعادة، وهو أن تكون سيادة الوزيرة موجودة وأتقابل أنا وحفظي في مقر المهرجان، وسيتم إقامة مؤتمر صحفي بعد تسلمي مهامي سأعلن من خلاله عن الخطة الجديدة للمهرجان، وهي استمرار لكل ما قدمه محمد حفظي وما قدمته أنا علي مدار سنوات.

ولكن منذ سنوات اعتذرت عن رئاسة المهرجان إلا أنك وافقت الآن فما الذي تغير وجعلك تقبل تلك المهمة الآن؟

أشياء كثيرة تغيرت في الأربع سنوات الماضية، أولها حالة الاستقرار التي تعيشها مصر. كما أن الفترة التي عرضت علي من قبل وزيرة الثقافة لم أكن مؤهلا نفسيا فيها لقيادة المهرجان والظروف من حوله صعبة، فاعتذرت وتفهمت الوزيرة اسباب اعتذاري. ولكن الآن هذه الظروف انتهت والمهرجان يحتل مكانته اللائقة بين المهرجانات في العالم، ووعدتني الوزيرة بتقديم كل التسهيلات والدعم اللازمين للمهرجان حتى نرتقي به أكثر.

توليت إدارة المهرجان في الفترة من 1998 وحتي 2001، فهل هذه المرة ستكون أصعب؟

بالفعل هي أصعب بكثير، فالظروف تغيرت نهائيا، فالحياة من حولنا تغيرت ومررنا بكورونا وهناك أيضا حرب جارية، والتي يقال إنها يمكن أن تكون الحرب العالمية الثالثة، فالظروف متغيرة وهناك حروب قامت خلال السنوات الماضية التي لم أكن بها في المهرجان، منها حرب العراق وسوريا وأفغانستان، وغيرها. وفي الحقيقة كنت أشفق على حفظي لأنه كان يتولى إدارة المهرجان في وقت صعب وكنت ألتقي به. وطبعا الظروف تغيرت، وقد أجد صعوبة خاصة وأن الناس لديها توقعات كبيرة، وأنا سأحاول أن أكون على قدر تلك التوقعات والآمال في تقديم مهرجان جيد، خاصة وأن المنافسات زادت من حول مهرجان القاهرة بوجود مهرجان الرياض والبحر الأحمر والجونة. فأثناء رئاستي في المرة الأولى كانت المنافسات محدودة عكس الآن.

لك مشاركات في العديد من المهرجانات.. فمن وجهة نظرك كيف يكون هناك إدارة لمهرجان سينمائي ناجح؟

**توليت رئاسة لجنة التحكيم في العديد من المهرجانات وشاركت في العديد منها فالسينما تجري في دمي، فأنا رجل سينمائي وأحب مهرجانات السينما لأنها مهرجانات للسينمائيين وللأفلام. وهناك مقاييس للأفلام الجيدة التي تعرض على لجان التحكيم، والمشاهد يجب أن يكون مستمتعا خلال تلك الفترة. فالمهرجان قيمته في أنه يمتع المشاهدين بأفلام تحضر من ثقافات مختلفة، ومختلفة عن تلك الأفلام التي تعرض لنا طوال العام. وهذه هي ميزة المهرجانات، بالإضافة إلى أن يكون هناك توزيع للأفلام، وبيع وشراء من خلال سوق سواء للأفلام أو معدات السينما، وهي ميزة كبيرة جدا أسعى إليها.

فعندما كنت رئيسا للمهرجان قدمت سوقا للمعدات السينمائية، وطوال 4 أيام كانت هناك العديد من المعدات السينمائية التي يتم شراؤها من الخارج من خلال السينمائيين، بالإضافة إلى وجود مكتب صحفي قوي يدعم المعلومات لكل الصحفيين.

وهل ستقدر علي التوافق بين الفنانين من جيلك ومن الجيل الحالي؟

طوال عمري وأنا أتواصل مع الجميع ومتوافق معاهم، فعندما عملت مع جيلي أو الجيل السابق لي وهم أساتذة كبار، والجيل الجديد من أصدقائي وزملائي، فنحن طوال الوقت متداخلين والتوافق بيننا جميل جدا.

الكثير من الناس تقول إنك الوحيد القادر على إقناع الفنان الكبير عادل إمام للمشاركة بالمهرجان؟

**بالطبع، فعادل حبيبي وصديقي وقدمنا الكثير من الأعمال معا، ومن الممكن جدا حضوره. وأنا نيابة عن نفسي أريد تكريم كل زملائي، فقد قمت من قبل بعمل حفلة تكريم كان فيها نور الشريف ومحمود ياسين ونجلاء فتحي وميرفت أمين، ولو أردت سأكرم الجميع، لأنهم يستحقون هذا التكريم.

أعلنت أكثر من مرة علي ضرورة التوسع في إقامة المهرجانات، فما التحديات التي تواجهها إقامة المهرجانات في مصر؟

أتمنى إقامة مهرجانات في كل مكان بمصر، وأن تصل السينما إلي أنحاء مصر لأنها حياة وتنوير للمشاهدين مثلما يحدث مع مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية وتواصله مع أهالي الأقصر من خلال الفاعليات المختلفة. فأنا متعاطف في الوقت نفسه مع كل المهرجانات المصرية بحكم رئاستي لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي من قبل، يمكنني القول إن الدعم المادي وإرادة الدولة هما الأهم لتقديم مهرجان جيد.

تم تكريمك في مهرجان الأقصر مؤخرا فكيف وجدت ذلك التكريم؟

اتصل بي صديقي الفنان محمود حميدة، رئيس شرف المهرجان، وأبلغني باختيار إدارة المهرجان لتكريمي، وسعدت جدا بالتكريم لأنني أحب الأقصر والتاريخ المصري القديم، واختيار مدينة الأقصر لإقامة مهرجان سينمائي اختيار ممتاز جدا نظرا لموقعها الرائع المناسب لإقامة أي مهرجان سينمائي بشكل عام، وإفريقي بشكل خاص.

وما رأيك في المهرجان؟

اهتمام المهرجان بالسينما الإفريقية مهم جدا على مستويات متعددة منها بكل تأكيد المستوى السياسي والسياحي والاقتصادي، وموعد إقامة المهرجان موعد مناسب حسب خريطة المهرجانات العالمية، كما أن المهرجان لديه مقومات كثيرة جدا تجعله من أهم المهرجانات في الاهتمام بسينما تحمل الكثير من السحر والجاذبية، فأنا أتابع المهرجان منذ نشأته بشكل جيد، وسعيد بتطوره مع مرور السنوات وأن يأخذ قيمة ومكانة كبيرة بين المهرجانات المتخصصة في السينما الإفريقية التي تتميز بأنها نابعة من المجتمعات الخاصة بها. ولا يوجد أي شبه بينها وبين أي سينما أخرى، وتأتي أهمية السينما في عدم وجود شبيه لها. مثلها مثل السينما اليابانية والكورية والصينية، فاللغة غير مفهومة لكن هناك انفعال وتأثر بالشخصيات. فالسينما الإفريقية لها شخصيتها المتميزة جدا ولها مخرجون مهمون أثبتوا وجودهم في العالم.

وماذا عن فيلمك الجديد “الملحد”.. خاصة وأنه يناقش قضية شائكة؟

لابد وأن نناقش كل القضايا التي نعيشها، والإلحاد قضية مهمة وأصبحت منتشرة في المجتمع ولذلك يجب مناقشتها ومواجهتها، وقد تحمست للفكرة جدا وللمشاركة فيه لأن دور الفن هو مواجهة الفكر بالفكر وبالأفلام والسينما. الفيلم بالنسبة لي هو الذي يجعل الإنسان يفكر ويتناقش ويبحث في المعنى الذي خرج به بعد المشاهدة، وإذا كان هناك رأي مخالف نصنع فيلما آخر.

إلى الأعلى