أخبار عاجلة
سامر إسماعيل.. “ردود فعل الجمهور على كسر عضم بتكبر القلب”

سامر إسماعيل.. “ردود فعل الجمهور على كسر عضم بتكبر القلب”

نقلنا لكم – بتجــرد: أن تؤدي دور رجل أمن وأنت أبعد ما تكون عن هؤلاء، وأن تدهش وتشد الجمهور، هو ما قام به الفنان السوري سامر إسماعيل، الذي برع في دور ريان حكم الصياد، وترك بصمة حقيقية في مسلسل “كسر عضم”، الشخصية التي جسدها بروح شاب متمرد على كل مواقف أبيه، ما أثار جدلاً هل يمكن أن يكون ابن الحكم بهذه الصورة؟

يكفي أنه وقف إلى جانب النجم فايز قزق، وكان نداً في التمثيل والأداء، والموقف أيضاً، وهو ما أوصله إلى الانتحار.

وسامر خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، عرفناه في مسلسل عمر بن الخطاب للمخرج حاتم علي، واليوم ينحت على دور الضابط ورجل الأمن، لاسيما أنه أبعد ما يكون عن هؤلاء في حياته الواقعية، وهنا لابد من الإشارة إلى أن “كسر عضم” يتناول موضوع الفساد والتهريب في الأجهزة الأمنية، التي حوّلت الحياة إلى شريعة غاب، وهو من إخراج رشا شربتجي، وتأليف علي معين صالح.

إليكم هذا الحوار الذي أجرته معه مجلة “زهرة الخليج”

حدثنا عن عودتك إلى الدراما السورية من خلال “كسر عضم”؟

عادة المخرج هو الذي يختار الأدوار، ويكون بالاتفاق مع الشركة المنتجة، ثم يرسل لي النص، نص السيناريو، من هنا فإن دور ريان، يحمل بالنسبة لي الدخول في تجربة أنا بعيد عنها في الواقع، أقصد رجل الأمن، لهذا تطلب مني هذا رسم الشخصية ودراستها بعمق، لفهم السلوكيات وردود الأفعال ولغة الجسد، وهذا بالتأكيد أخذ مني جهداً مضاعفاً.

قراءة النص، تاريخ الشخصية، الملابس، المكياج، وفريق الكاميرا، والتحضير والتفكير بأدق التفاصيل، إلى جانب رؤية المخرجة وملاحظاتها، ووجودي في كل مشهد أمام الشخصيات، كل هذا يأتي بعد قراءة ودراسة الشخصية في تطورها وتاريخها وثقافتها وطريقة ردود فعلها.

“كسر عضم” دراما تجمع الواقع بالمتخيل، برأيك هل من الممكن أن يخرج ابن يحمل قيماً أخلاقية من أب مثل الحكم، أم أن الموضوع أشبه بالفانتازيا، وكيف استطعت نحت الشخصية، والوصول إلى هذا الأداء العالي؟

الدراما تجمع الواقع بالمتخيل، وهنا في “كسر عضم”، تقترب من الواقع من خلال مشاهد وحكايات وشرائح أجتماعية متعددة، تصنع بقالب واقعي، والحياة مليئة بالحكايات، من هنا أرى أن الأبناء قد يختلفون عن آبائهم، وهذا شيء طبيعي، وليش شيئاً مستبعداً، من والده رسام قد يختار التمثيل، وربما يوظف الرسم ببعد آخر، وهو الأداء والحفر على الشخصية، من هنا أرى أن اختلاف ريان عن أبيه الحكم، موضوع يحدث دائماً، الأب يكون يمتلك طبيعة معينة، ويكون ابنه عكسه تماماً ولا يشبهه، وهذا ليس فانتازيا، وإنما هو شيء حقيقي وواقعي.

وجودك بين هذه الكوكبة من الممثلين، لاسيما فايز قزق الممثل المسرحي والتلفزيوني الذي استطاع الوصول بأدائه إلى درجة الإبهار، ماذا تعلمت من هؤلاء، ومن كاريس بشار، ونادين وغيرهما؟

لاشك في أن الممثلين الذين شاركوا في هذا العمل، والذين وقفت وشاركت معهم ممثلون كبار، فأعتبر أن الفريق هو أحد الأشياء العظيمة في هذا العمل، والذين تغيروا عما قبل تصوير العمل، حتى وصلنا إلى الصورة التي ظهرنا بها، وكانت رائعة بين نجوم عمالقة، منهم فايز قزق، وكاريس بشار، ونادين خوري، وغيرهم كثر، ومن الوجوه الشباب، ومن هؤلاء أعتز جداً بالفنان فايز قزق،والذي منح العمل قيمة كبيرة، حتى بالنسبة لي على الصعيد الشخصي كزميلين شعرت بأن هناك علماً ورسائل خفية بيني وبينه لتطوير الأداء، وفهم الدور والعلاقة بين هذا النوع من الآباء والأبناء، وفي الحقيقة كنا نتعلم من الأستاذ فايز طيلة الوقت، بملاحظاته، وقراءته للدور والشخصية، وتواضعه، والتركيز على التفاصيل، وكان هناك أخذ ورد بيننا، إلى أن وصلنا إلى الصورة التي رآها وتابعها الجمهور على الشاشة، تابعنا لعبة التمثيل، ومهما بلغنا من عرض الواقع، يبقى الواقع أشد قسوة، ولا يمكن لمسلسل واحد أن يعرض كل شيء، خاصة أن معاناة الناس لا يمكن اختصارها في مسلسل أو عمل واحد، والواقع يمكن أن يكتب عنه مئات الروايات.

ردود فعل الناس على دورك وإعجابهم، كيف أثرت عليك؟

سعدنا جداً بردود فعل الجمهور، لأنهم الجانب المهم لنجاح أي عمل، وطبيعي جداً اختلافهم، والجمهور مصدر الإلهام الأول، فلا قيمة لشيء دون جمهور، وردة فعل الجمهور كانت دافعاً ومحفزاً وضعانا أمام مسؤولية أكبر، لاسيما بعد انقطاعنا عن الدراما السورية الخاصة، فـ”الردود بتكبر القلب”، وتسعده، لاسيما ما كنا نقرأه في الصحافة وفي “السوشيال ميديا”.

 كيف ترى دور رشا شربتجي مخرجة العمل في نجاحه؟

هذه المرة الثانية التي أعمل فيها مع المخرجة رشا شربتجي، وهي تمنح الممثل مساحة من الحرية، وأعتبر دورها خاصاً ومميزاً، واحترافياً، كنا نتبادل الآراء، وكنت أعرف تماماً معنى ملاحظاتها وأثق بها جداً،  يكفي أن عشر حلقات حققت لي الوصول وهذه الردود العالية، التي تنسجم مع حبي لأداء الأدوار الصعبة والمركبة ، ولاشك في أن تصوير العمل في بيئته يمنحني قوة وقرباً من المكان، ويسهم أكثر في نجاحه.

إلى الأعلى