أخبار عاجلة
جدل حول استطلاع Rolling Stone عن أفضل 200 مغن في التاريخ

جدل حول استطلاع Rolling Stone عن أفضل 200 مغن في التاريخ

متابعة بتجــرد: مرة أخرى، بعد أيام على عاصفة الجدل التي أثارها استطلاع مجلة Sight and Sound البريطانية حول أفضل الأفلام في تاريخ السينما، ها هو الجدل ينشب مجدداً حول استطلاع مجلة Rolling Stone، المتخصصة في عالم الموسيقى الشعبية Pop Music، حول أفضل 200 مغني في التاريخ.

المجلة الشهيرة أجرت هذا الاستطلاع لأول مرة في 2008 وسألت فيه متخصصين في الموسيقى فقط، ولكنها هذه المرة قامت بتحديثه بإضافة عدد جديد من الموسيقيين بجانب فريق عمل المجلة من نقاد ومحررين والكتاب الذين يساهمون بمقالاتهم فيها،.

وشمل الاستطلاع زمنياً 100 عام من عشرينيات القرن العشرين إلى اليوم، كما اقتصر على المغنيين “الشعبيين”، مستبعداً مغنيى الأوبرا، أو غيرهم من الذين يغنون للنخب، أو لفئة محدودة جغرافياً أو ثقافياً.

تعريف المجلة لطبيعة استطلاعها المحصور بزمن وشروط الانتشار (في الغرب بالتأكيد) يتعارض مع عناوين الاستطلاع التي وضعتها المجلة مثل “أصوات العصور” Voices of the Ages و”أعظم 200 مغني على مر الزمان” 200 Greatest Singers of all time.

نحن لا نتحدث هنا عن السينما التي ظهرت منذ قرن وبضع سنوات، ولكننا نتحدث عن الموسيقى والغناء، وهما من عمر البشرية، وبالتالي يستحيل أن نتحدث عن أفضل صوت على مر العصور أو على مر الزمان.

الشعبية المعيار الأساسي

ذكرت مجلة Rolling Stone المعايير التي وضعتها في الاختيار، وهي: الأصالة، والتأثير، ومدى عمق كتالوج الفنان، واتساع إرثه الموسيقي.

في الاستطلاع الأول عام 2008، وبسبب اقتصار المشاركين في الاختيار على الموسيقيين المحترفين، كانت معظم القائمة تتكون من مطربي الروك الذين لمعوا خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.

هذه المرة تضم القائمة وجوهاً أكثر تنوعاً، مع ذلك، لم يسلم الاستطلاع ولا المجلة المنظمة له من الهجوم والانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب خلو القائمة من بعض الأسماء الشهيرة المحبوبة، أو وجود بعض الأسماء قبل أو بعد أسماء أخرى.

تويتر يشتعل اعتراضاً

يصعب في عالم الفن أن نستخدم أفعل التفضيل، لأن الأذواق ومقاييس الجمال تختلف، خاصة في الغناء والتمثيل وبقية الفنون الأدائية التي يصعب تقييمها علمياً، وفوق ذلك لا يتفق جمهور “تويتر” ومواقع التواصل الاجتماعي بشكلٍ عام على أي شيء في الحياة.

ولذلك فقد انقسم جمهور مواقع التواصل بحدة حول استطلاع Rolling Stone. كثيرون اعترضوا على خلو القائمة من اسم سيلين ديون، ومادونا، وشير، وبينك، وشانيا توين، وجاستن بيبر، وجانيت جاكسون، وتوني بينيت، وغيرهم من الذين يتمتعون بالموهبة وحققوا شهرة واسعة.

البعض اعترض على وضع اسم كريستينا أجويليرا في مرتبة متأخرة، وعلى وضع تايلور سويفت، وريهانا قبل كيلي كلاركسون، أو على ضم القائمة لأسماء مغنيين بدون شركاء فرقتهم الموسيقية الذين لهم الفضل الأول في نجوميتهم.

 أما خارج إطار الثقافة الإنجليزية، خاصة في أميركا وبريطانيا، فقد وجهت الانتقادات للاستطلاع لاقتصاره تقريباً على المغنيين الأنجلوفون (الناطقين بالإنجليزية)، باستثناءات معدودة من الأصوات الفرنسية واللاتينية والهندية لاتا مانجيشكار، والمصرية أم كلثوم، التي جاءت في المركز الـ61.

“أم كلثوم لا يوجد لها نظير”

كتبت المجلة في حيثيات اختيار أم كلثوم: “لا يوجد نظير لأم كلثوم في الغرب، لعقود طويلة ظلت المغنية المصرية ولم تزل إلى حد ما روح الوطن العربي، صوتها الكونترالتو (الرنان) القوي، الذي يمكن أن يتخطى حدود النوع الجنسي في درجته المنخفضة، كان يبث قدراً أخاذاً من المشاعر في أغاني مركبة، يمكن من خلال تنوع أفكارها والإعادات المختلفة أن تزيد عن ساعة، وهي تتلاعب بالمستمعين كما لو كانت واعظاً ناري الحماس”.

وأضافت المجلة في الحيثيات “عندما ماتت عام 1957 خرج الملايين من المصريين ينعونها، وبينما يصعب حصر تأثيرها على المغنيين العرب، فإن هذا التأثير يتجاوز العالم العربي، فقد وصفها بوب ديلان بأنها عظيمة، وبيونسيه استخدمت أغنيتها (أنت عمري) بشكل بارز (وفضائحي) في جولتها  الفنية عام 2016، أما روبرت بلانت فقال: (عندما استمعت إليها لأول مرة إلى الطريقة التي ترقص بها بصوتها عبر السلم الموسيقي لتصل إلى جملة لحنية ما لم أتخيل حتى أنه يمكنني الغناء، لقد كان أمراً هائلاً، كما لو أن شخصاً ما صنع حفرة في حائط فهمي للصوت البشري!)”. 

جدير بالذكر، أن قائمة 2008 الأصلية كانت تضم صوت أم كلثوم أيضاً، فلم يكن إذن تجاهل صوت مثل أم كلثوم في القائمة، ليس لأن الاستطلاع “شامل” و”عالمي”، ولكن لفرادة وإعجازية صوتها وتأثيرها الهائل، ولكن الاستطلاع بشكلٍ عام هو أميركي إنجليزي أنجلوفوني، يعكس طبيعة المجلة التي أجرته والثقافة التي أتت منها.

اكتساح أميركي أفريقي

من ناحية ثانية، فإن القائمة الجديدة تعكس ثقافة العصر الحالي وموجة “الصوابية السياسية” التي تجتاح الغرب، فهناك تركيز على الأميركيين الأفارقة بشكلٍ عام، والنساء والمثليين جنسياً.

من بين أول عشرة في القائمة مثلاً، هناك 9 أميركيين أفارقة وواحدة مخلطة هي ماريا كاري، ومن بين أول 50 هناك 27 من الأميركيين الأفارقة، وصوت واحد يغني بلغة غير الإنجليزية هي الكوبية سيليا كروز، وبالتأكيد لم تكن كروز لتعرف أو تذكر لولا أنها هاجرت واستقرت في نيويورك.

وعلى أي حال، فكل الأصوات المختارة رائعة ومتميزة وتستحق الاستماع إليها، ولكن جمال الصوت لم يكن شرطاً لازماً للاختيار، فمثلاً تذكر حيثيات اختيار المغني كيرت كوبان:  “صوته في حرب مع نفسه: غالباً خشن لدرجة التشوه أحياناً، ولكنه شجي حتى في قبحه”. 

جدير بالذكر أن المغنية الأميركية الأفريقية أريثا فرانكلين جاءت في المركز الأول كأعظم الأصوات، وتقول المجلة عن ذلك: “وصفت أريثا فرانكلين مهمتها كمغنية كالتالي: أنا ويداي الممدوتان تأملان أن يمسك بها أحد. هذا النوع من الترابط العميق والشغوف بين المغني والمستمع هو أكثر الروابط جوهرية في الموسيقى.. ويمكنكم أن تعتبروا استطلاعنا بمثابة احتفاء بهذا الترابط”. 

الأصوات التي تم اختيارها قد لا تكون الأوحد أو الأفضل بالنسبة لبعض المستمعين، ولكن بالتأكيد هي أصوات عظيمة يجب أن يستمع إليها المرء ولو مرة في حياته.

وفيما يلي  أسماء أول 20 مغن في القائمة حسب ترتيب مراكزهم: 
أريثا فرانكلين، وويتني هيوستون، وسام كوك، وبيلي هوليداي، وماريا كاري، وراي تشارلز، وستيفي وندر، وبيونسيه، وأوتيس ريدنج، آل جرين، وليتل ريتشارد، وجون لينون، وباتسي كلاين، وفريدي ميركوري، وبوب ديلان، وبرنس، وإلفيس بريسلي، وسيليا كروز، وفرانك سيناترا، ومارفن جاي.

إلى الأعلى