أخبار عاجلة
“ولاد يزة”.. سلسلة كوميدية تغضب المدرسين في المغرب

“ولاد يزة”.. سلسلة كوميدية تغضب المدرسين في المغرب

متابعة بتجــرد: أثارت سلسلة كوميدية مغربية تبث يوميا على القناة التلفزيونية الأولى غضب فئة مهمة من المجتمع المغربي، وتتمثل في أسرة التعليم، التي لم يعجبها التمثيل الساخر لشخصية رجل التعليم كما ورد في سلسلة “ولاد يزة”.

وانتقل الغضب التعليمي من مواقع التواصل الاجتماعي إلى النقابات، وجرى توجيه مراسلات لـ “الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري” (مؤسسة رسمية)، من أجل التدخل لوقف “إهانة المدرس في مسلسل رمضاني”.

أولى تلك المراسلات حملت توقيع “الجامعة الوطنية للتعليم (التوجه الديمقراطي)”، التي عبرت لرئيسة “الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري”، لطيفة أخرباش، عن احتجاجها واستنكارها ومطالبتها بوقف بث مسلسل تلفزيوني مُهين للأستاذ.

واتهمت النقابة القناة التلفزيونية الأولى، بإغراق المشاهد في “الضحالة والتفاهة” بسبب بثها للسلسلة الكوميدية “ولاد يزة”، وذلك “في الوقت الذي ننتظر فيه من الإعلام العمومي المموَّل من جيوب دافعي الضرائب عرض أعمال فنية قيمة ومُبدعة والقيام بدور تأطيري وتنويري للمجتمع، والرفع من ذوقه وإدراكه الجمالي في تكامل مع مؤسسات المجتمع الأخرى وعلى رأسها التعليم العمومي”.

وبالنسبة للنقابة في بيانها الغاضب الذي تلقى “بتجرد” نسخة منه، فإن القناة التلفزيونية الأولى تراكم “إنجازاتها في إذلال وإهانة رجال التعليم بتجسيدها لأستاذ في الحلقة الأولى من سلسلتها الرمضانية بصورة مقرفة”، وتحط من “كرامته وهيبته ومكانته الاعتبارية ووضعه الرمزي ودوره المجتمعي”.

وبعد أن أكدت النقابة “أن تقدم الدول والمجتمعات وبناء الأوطان ومستقبلها رهين بتقدم تعليمها العمومي، واحتلال الأستاذ(ة) مكانة جد مهمة في المجتمع تعكس مركزيته في المنظومة التعليمية ودوره القيادي في التربية والتعليم داخل التعليم العمومي”، اعتبرت “هذا المسلسل التلفزيوني فعلاً مقصودا وتصفية حساب ومحاولة بئيسة للهجوم الانتقامي على نساء ورجال التعليم وتجريدهم من حاضنتهم الاجتماعية، وتشويههم وإفقادهم منزلتهم وقيمتهم وتحميلهم مسؤولية أزمة التعليم عوض ردها لسياسات التخريب المتعمَّدة لعموم الخدمات الاجتماعية تحت توصيات المؤسسات المالية المانحة وعلى رأسها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وهو ما سيكلف الوطن غاليا على المستويين المتوسط وبعيد المدى”.

وزادت النقابة في تفسيرها وتحليلها لما قالت إنه فعل مقصود، مؤكدة أن “هذه المحاولات الآثمة” التي تخدش “صورة رجال ونساء التعليم، من أجل التقليل من قيمتهم لدى عموم المواطنين، وتسييد النظرة الدونية والمنحطة لهم، هي مؤشرات خطيرة على ما يُحضَّر لمستقبل التعليم العمومي، وتمهيد لأشكال مختلفة من العنف على رجال ونساء التعليم في المحيط المدرسي وخارجه، تتحمل القناة التلفزية الأولى مسؤولية أخلاقية وقانونية جسيمة في التحريض عليه”.

الغضب نفسه عبرت عنه “النقابة الوطنية للتعليم” التابعة لـ “الكونفدرالية الديمقراطية للشغل”، وراسلت من جهتها لطيفة أخرباش، رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، محتجة على ما بدر من سلسلة “ولاد يزة” الكوميدية في أولى حلقاتها بالقناة التلفزيونية الأولى.

المراسلة التي وقعها الكاتب العام للنقابة، يونس فراشين، حملت أسف رجال ونساء التعليم، بسبب الإساءة لصورتهم ولصورة المدرسة العمومية، كما حملت “احتجاجنا القوي على الاستهداف المتواصل للقنوات الإعلامية العمومية الرسمية لمهنة التدريس، بتقديمها لإنتاجات تسيء لصورة نساء ورجال التعليم وتتعمد تحقيرهم وإهانتهم والحط من مكانتهم بشكل ممنهج ومقصود”.

وحسب النقابة، فإن ما ورد في الحلقة الأولى من هذه السلسلة “لا يليق ومكانة المدرس في المجتمع، ويشكل استهدافا للمدرسة العمومية، ويبخس المجهودات الجبارة والتضحيات الجسيمة التي تقدمها الشغيلة التعليمية للنهوض بمنظومة التربية والتكوين”.

نقابة ثالثة وهي “الجامعة الوطنية للتعليم التابعة “لنقابة الاتحاد المغربي للشغل” نددت بإساءة سلسلة “ولاد يزة” لشخصية رجل التعليم، وطالبت رئيسة “الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري” بالتدخل وترتيب الجزاءات الضرورية، ردا لاعتبار وصونا لكرامة نساء ورجال التعليم”.

مراسلات النقابات هي مجرد ملمح من الوجه الغاضب لنساء ورجال التعليم، الذي أفطروا أيام الصيام على حلقة ظهر فيها ممثل وهو يرتدي ملابس بألوان غير متناسقة وشخصية سطحية وشعر أشعث والعديد من الإضافات الثانوية لكنها مؤثرة على صورة المدرس، رغم أن طاقم العمل الفني قد يكون اعتبرها من باب إكسسوارات كوميدية فقط، لكن الرد جاء عاصفا من المدرسين وغيرهم من عموم الرأي العام.

إلى الأعلى