أخبار عاجلة
اتحاد النقابات الفنية في مصر يدعم صناع “أشغال شاقة” ضد هجوم “الطب الشرعي”

اتحاد النقابات الفنية في مصر يدعم صناع “أشغال شاقة” ضد هجوم “الطب الشرعي”

متابعة بتجــرد: مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها الواسع في توجيه الرأي العام، لم يعد الفن مقتصرًا على الشاشة الكبيرة أو الصغيرة فقط، بل أصبح يتداول ويناقش على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي. وفي هذا السياق، عمد مسلسل «أشغال شاقة»، الذي يعد واحدًا من الإنتاجات الدرامية والكوميدية البارزة في الفترة الحالية، إلى استعراض موقف مثير للجدل، ما دفع بالجمهور والخبراء إلى التعبير عن آرائهم المتباينة حوله.

تمحور الجدل حول مشهد خاص بشخصية «الدكتور حمدي» التي يجسدها الفنان الكوميدي هشام ماجد، والتي تعمل في مجال الطب الشرعي. يظهر في هذا المشهد عودة الدكتور حمدي إلى منزله ومعه عينة من الكبد لقتيل، والتي كانت مقررة للتحليل لتحديد سبب الوفاة. ولكن بسبب سوء الفهم من قبل عاملة المنزل المجسدة في العمل بشخصية إنعام سالوسة، تم طهي هذه العينة وتقديمها على السفرة في حفل العشاء، ما أدى إلى حدوث سلسلة من المفارقات الكوميدية.

رغم أن هذا المشهد لاقى استحساناً وتفاعلًا كبيرًا من جانب الجمهور، إلا أنه أثار انتقادات حادة من بعض الشخصيات العامة والمتخصصين في مجال الطب الشرعي، مما أثار موجة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي.

وفي هذا السياق، أعرب الدكتور أيمن فودة، رئيس مصلحة الطب الشرعي الأسبق، عن اعتراضه الشديد على تلك اللقطة، وقال في بيان صحافي، «لا يجوز السخرية من الطبيب الشرعي أو تقديمه بشكل كوميدي هابط بهدف إضحاك المشاهدين»، وتساءل: «ماذا يريد طبيب ذهب بكبد شخص ميت إلى منزله، هل يريد تحليله؟ كيف يمكنه إجراء ذلك في المنزل؟ خاصة وأن مثل هذه العينات لا يجوز الخروج بها من معامل الطب الشرعي».

وطالب بوجود رقابة على تقديم صورة الطبيب الشرعي في الأعمال الفنية، ووقف عرض المسلسل الذي وصفه بـ»المسيء»، رافضًا أيضاً التعامل معه بشكل ساخر أو مهين من وكيل النيابة، كما ظهر في أكثر من مشهد في المسلسل، مؤكداً أن ذلك يُشوه المهنة ويدل على الإفلاس والاستخفاف بعقول الناس، والأفضل تقديم أعمال تتضمن رسالة للجيل الجديد من الشباب برموز المهن ليكونوا قدوة لهم في المجتمع.

معتبرًا أنها تسيء لمهنة الطب الشرعي وتستهزئ بها، مشددًا على ضرورة احترام هذه المهنة وعدم تشويهها في الأعمال الفنية.
وعبر المخرج عمر عبد العزيز، رئيس اتحاد النقابات الفنية، عن تضامنه مع صناع المسلسل، مؤكدًا على أهمية حرية الفن والابتعاد عن فرض الرقابة الرسمية على المحتوى الفني. وقال عبد العزيز في تصريحات صحافية إن «الاتحاد يتضامن بشكلٍ كامل مع صُناع المسلسل، ولا أرى مبرر لهجوم رئيس الطب الشرعي».

وتابع «الدولة فيها جهاز رقابي على المصنفات مسؤول عن أي شيء قد يُسبب ضرراً مجتمعياً، وأجاز المشهد، ولا يمكن قبول مثل هذه التصريحات».

وفي تعليقه على الجدل المثار، أشار الناقد الفني طارق الشناوي إلى أن الخيال الفني ليس بالضرورة يجب أن يتوافق مع الواقع، مؤكدًا على أن هذه الحساسية المفرطة من قبل بعض المتخصصين قد تعيق إبداع الفنانين وتقيد حرية التعبير الفني.

وكان قد كتب عبر حسابه الشخصي على «فيسبوك»: «رئيس مصلحة الطب الشرعي السابق يطالب بإيقاف عرض فاكهة رمضان مسلسل (أشغال شقة) بحجة متكررة أنه يسيء لمهنة الطبيب الشرعي، ويريد محاكمة المسلسل الخيالي الكوميدي واقعياً.. ليست أول مرة وأيضاً ليست الأخيرة، غالباً ما يغضب أبناء كل مهنة أو الحرفة ويطالبون بأشد أنواع العقاب وهي إيقاف العرض».

إلى الأعلى