أخبار عاجلة
“الجزيرة ٢” يسترد مفاتيح السينما المصرية

“الجزيرة ٢” يسترد مفاتيح السينما المصرية

عمرو يوسف – مصر: هذه المقالة تعبر عن رأيي الشخصي فقط وتحتوى على حرق لأحداث فيلم الجزيرة ٢ Spoiler Alert.

الأربعاء 1 أكتوبر :
يتصل بى احد الاصدقاء ” يلا يا عمرو ندخل الفيلم ده نزل ، قبل زحمة العيد و هموت عليه ”
أرد : ” لا يا عم استنى ندخله فى العيد احسن ” لا أبالغ لو قلت ان هذه من أكبر اخطاء حياتى.

يأتى اليوم التالى الموافق وقفة عرفات ، جميع دور العرض ممتلئه و كأن صديقى ليس الوحيد ” الى هيموت عليه ” الشباب ، الأطفال ، العائلات و كأن الجملة الدعائيه التى استخدمها صناع الفيلم – إسترداد مفاتيح السينما المصرية – على حق.

رغم كثرة الأفلام المطروحة فى هذا الموسم عن سابقه إلا أنك تشعر انه لا يوجد غيره ، حالة تعطش وسط هذا الشعب الذى يريد ان يرى الجديد و لكنه ليس جديدً تماماً ، بل هو امتدادً لقديم اختفى لبضع سنوات ، بالفعل إنه الجزيرة 2.

الجزء الأول :
يعتبر الجزء الأول من أفضل الأفلام التى جاءت فى تاريخ السينما المصرية و اول فيلم يتناول الصعيد المصرى و الصراع القبلى بطريقة درامية واقعية مختلفة مع بعض القصص الرومانسية الفرعية المفقودة فى نوعية مثل هذه الأفلام مع تناول قضية الإرهاب فى التسعينيات و فساد الشرطة فى ذلك الوقت ، فيلم متكامل بمعنى الكلمة يضع صناع الفيلم فى مأزق لأنهم مجبرين ان لا يقل مستوى الجزء الثانى عن أوله .

الجزء الثانى و علامات إستفهام :
يبدأ الفيلم وسط تساؤلات ماذا سيحدث لمنصور الحفنى ؟!( اخر مشهد فى الجزء الأول) خطأ كبير من المخرج شريف عرفة لأنه تجاهل نهاية الجزء الأول و جعل المشاهد يتسأل ماذا حدث بعد هذا المشهد ؟! لم يتناول شريف عرفة هذا إلا فى قول اللواء رشدى ” خالد الصاوى ” داخل احداث الفيلم ” هرب و عرفنا نجيبه ” ، وسط تسأول اخر ماذا حدث للظابط الأخر خالد ” محمود عبد المغنى ” !
خطأ كبير فى الحبكة و المعالجة الدرامية و الربط بين الجزئين .

إستخدام الثورة بشكل موضوعى :
أول فيلم يستخدم احداث الثورة بشكل موضوعى و واقعى فى هروب منصور الحفنى و الاحداث التى تتابعت هروبه مروراً بوصله برفقه شقيقه و ولده إلى الجزيرة مرة أخرى.

3 ساعات بدون ملل :
نجح الأخوه ” دياب ” فى تناول أهم قضية و احدثها فى المجتمع المصرى وهى الإرهاب بشخصية ” جعفر ” للرائع الراحل خالد صالح و الجمل الحوارية المستخدمة مثل التى كان يستخدمها التيارات المتأسلمة فى الفترة السابقة.

ضعف السيناريو بعض الشئ لم يمنع المخرج الرائع شريف عرفة من إبداعه الذى اثبت من خلاله انه من أفضل المخرجين فى مصر ، إختيارات رائعة لأماكن التصوير مع بعض المشاهد الطبيعية فى صعيد مصر التى جعلت المشاهد فى السينما يقول ” الله ” ، إسقاطات سياسية مقبولة لكنها جعلت البعض يعتقد ان هدفها تشويه الثورة لكن إيمانى بثورية محمد دياب جعلتنى اتيقن انه يقصد العكس ، كوميديا خفيفة و مختلفة عن هذه النوعية من الأفلام ، تأثر شريف عرفة بعض الشئ بالأفلام الأكشن الأمريكية كان واضحاً من خلال المشاهد لكن هذه ” الأفورة ” مقبولة بعض الشئ لأنها أصبحت عادية فى أفلام هوليوود ، فرش شريف عرفة ارضية واسعة لهذه السلسلة من خلال نهايته المفتوحة التى تساعده على إستكمال السلسلة مرة أخرى.

نهاية مفتوحة مرة أخرى :
نهاية مفتوحة ” التلاتة عايشين ” ، احمد مالك اصبح الكبير وسط تأييد من أروى جودة ” زوجة أبيه ” و معارضة من هند صبرى “كبيرة النجايحة” ، نظرات عدائية من الشاب الرحالى و مِن مَن تبقى من الرحالة يجعلانك تشعر بأن الجزيرة ملهاش نهاية.

حالة تمثيليه فريدة :
كوكبه رائعة من الممثلين مع تفاوت درجات التقييم لكلً منهم.
احمد السقا : كان من اقل الممثلين فى الفيلم لإستخدامه الكثر من ” الزعيق ” طوال الفيلم لكن لا يمنع نظرته الحادة التى جعلت احد المشاهدين يقول ” ايوووه ع الجبروت ” !
هند صبرى : نظرات رائعة ، تطور ملحوظ ، ضعف بسيط فى اللهجة الصعيدية.
خالد الصاوى : دائماً يثبت انه من أفضل الممثلين فى مصر ، رؤيتك لشريف فى الفيلم الأزرق و رؤيتك لرشدى فى الجزيرة تجعلك تقول هو ده هو ده ؟! تمكن رهيب من كل دور يؤديه يجعلك تنظر المشهد الذى يأتى فيه خالد الصاوى فى كل أفلامه.
خالد صالح : فقدت مصر واحد من اروع الممثلين فى مصر الذى لا يختلف عن زميله خالد الصاوى فى تمكنه من أدواره.
أروى جودة : بداية ممتازة لفنانة شابة فى أصعب دور ادته فى حياتها.
نضال الشافعى : إمتداداً لإبداعه فى الجزء الأول و ادائه لدور الصعيدى الأبكم لكن نظراته تجعلك تتعاطف معه و تندمج معه.
أحمد مالك : عندما شاهدت ” تريلر ” الفيلم تعجبت ان يؤدى هذا الدور فنان صاعد ملامحه ” بنت ناس ” دور فتى جنوبى إبن طاغية صعيدى ! لكن عندما شاهدت الفيلم عرفت ان اختياره كان موفقاً رغم ضعفه فى كثير من المشاهد لكن لا تحسب عليه بسبب قله خبرته وتأديته لدور صعب فى أول فيلم له وسط عباقرة السينما المصرية.

عاشت مصر الفترة الماضية دون عمل محترم يذكر بإستثناء الفيل الأزرق الذى عرض فى موسم عيد الفطر السابق و الجزيرة فى هذا الموسم يجعلانك تشعر بالفخر و تتمنى ان ترى مثل هذه الأفلام كل يوم و فى النهاية رحمك الله يا خالد صالح.

إلى الأعلى