عن المكتب الإعلامي: ما عدنا ندري اذا كانت إهدنيات على موعد مع كاظم الساهر أم القيصر على موعد مع إهدنيات ؟ ولكن الأكيد أن الجمهور ينتظر بل يترقب الاثنين من صيف الى صيف كمن ينتظر القطاف بل الحصاد على بيدر الزمن .
على مدى ليلتين امتدّ الصوت الساهر على خارطة الحب ناثرا الضوء على مساحة الاحتفال ، مضيّفا عشاقه سكّر أغانيه من قديمه والجديد من الدمشقي قباني والبغدادي العراقي ومن جميل الشعر العربي بالفصحى والعامية بما يقصّب ذهب الأغنية عباءة لإهدنيات. وبكل خفر أطلّ كاظم الساهر بالأسود يناجي الحبيبة “حبيبتي” والى “أشهد” حيث الاعتراف بالحب حدّ الإشهار ، وبعدها العراقي الشعبي الذي يوزّع الفرح على صواني بغدادية معتّقة .
والى جديده إلقاء بصوت رخيم منخفض دائخ “لجسمك عطر خطير النوايا” فغناء مع عزف منفرد للبيانو بما منح الأغنية بعدا رومانسيا . و”كلك على بعضك حلو” أفرغت كل حماس او كادت فأتبعها بأغنية “أحبيني”.
والى الإيقاع الشعبي الذي يلامس الدلع “جنبي يتمشى…يا بابا” وهذه الأغنية تؤكد اننا ابناء ايقاع واحد كما اننا ابناء ارض واحدة لاوطان هواها ووجعها واحد “من بغداد الى بيروت”. ومن عمق أعماق الإحساس غنّى “الحب المستحيل” فتفاعل الجمهور هاتفا مصفّقا مطالبا بالتكرار . ومع ” هل عندك شك ” تحوّل المهرجان الى ساحة فرح مجنون مسّه سحر المكان وسحر الصوت وسحر الحبّ . ومع أغنية “جميلته” بغداد زاد منسوب التفاعل ليتبعها بأغنية “يا رايحين لبنان” . قليل من هدوء وكلام لطيف فأغنية “مستبدة”. وبعد الجوّ العراقي “لاقعدلك ع الأرض قعود” وقف الجمهور كورسا للقيصر مع رائعتي نزار قباني “زيديني عشقا” و “قولي أحبّك” .
في سهرتين من الليالي الملاح أغدق كاظم الساهر على عشاقه من ذهب صوته وماس ألحانه ترافقه فرقة من ثلاثين موسيقيا وعازفا زنّوا على وتر الذوق. ولم يخذلوا القيصر الذي عبّر صوتا وجسدا وكلاما فعبر الى القلب. مرّ الوقت رفّة طير وخرج الجمهور ولمّا يرتوِ واللافت تنظيم يكاد يكون نموذجا . اختتمت إهدنيات زهرة في عروة الصيف.