نوال الزغبي جدعة تفاجئ الجميع

إيلي أبو نجم – بيروت: مفاجآت كثيرة حملتها الأسابيع القليلة الأخيرة كانت بطلتها النجمة الذهبية نوال الزغبي وأقول مفاجآت لأسباب كثيرة أستعرضها اليوم في قراءة شاملة للحملة التي رافقت طرح ألبومها الجديد “مش مسامحة”.

غلاف الألبوم بين المفاجأة والتجدّد:

بدايةً أتوقف عند صورة غلاف الألبوم التي شغلت الرأي العام قبل طرح العمل في الأسواق، فردّة الفعل على إطلالة نوال كانت هذه المرّة مختلفة حتى أنني ولأسبوع كامل إعتقدت أنها صورة منشورة عبر محرّك غوغل العالمي. الزغبي ظهرت في الغلاف بفكرة جديدة نقلت من خلالها معاني عنوان الألبوم “مش مسامحة” بأبعاده كافّة، فكانت المرأة المكسورة من ناحية والمفعمة بالأنوثة من ناحية أخرى، تدير ظهرها لمرحلة صعبة إنكساراً وليس تكبّراً ما زاد من حماس المتلقي لمعرفة موضوع الأغنية ومضمون العمل بشكل كامل.

“ياجدع” وصمت لأيام:

لحق صورة الغلاف، إطلاق أغنية “يا جدع” التي خرجت من وسط الشارع المصري الشعبي ووضعتني في حيرة كبيرة أعادتني إلى الفترة الزمنية التي طرحت بها أغنية “يا ما قالوا”، ففي الأيام الأولى إمتنعت عن إبداء أي رأي بها وفضّلت إنتظار الألبوم كاملا، لكن ذلك لم يمنعني من متابعة آراء الجمهور وروّاد الإنترنت عبر مواقع التواصل الإجتماعي فلمست إعجابا بجو الأغنية وما تحمله من فرح في ظلّ الظروف الصعبة التي يمرّ بها الوطن العربي. الأغنية جديدة ومختلفة كلاماً ولحناً وبين اليوم والآخر تصل إلى المتلقي بدم خفيف فيتضاعف التفاعل مع توزيعها الموسيقي الراقص الذي حتماً سيرافق السهرات لفترة لا يستهان بها.

إحتراف وحملة إعلانية واسعة:

المفاجأة الأكبر التي أحاطت بـ”مش مسامحة” كانت الحملة الإعلانية الخاصة بالألبوم والتي شملت الأصعدة كافة، فشهدت مواقع التواصل الإجتماعي على خطّة تسويقية مدروسة تخطت درجات الإحتراف بأشواط فكانت ردّة الفعل عليها إيجابية لمستها شخصيا من تفاعل الجمهور الذي عبّر عن إشتياق كبير لـ نوال التي قررت العودة هذه المرّة إلى ساحة الألبومات بأفكار متجدّدة إستطاعت أن تسيطر بها على الأوساط.

طرح الألبوم بين ضخامة الإنتاج والتسويق:

خلال الأيام القليلة الماضية أفرجت “مزيكا” عن العمل الأضخم لها على الساحة الفنية منذ فترة لا يستهان بها، ألبوم نوال زغبي الذي طال إنتظاره من الجمهور، وبين ضخامة الإنتاج والتسويق فازت النجمة الذهبية بالرهان وسيطرت مع الشركة على الشوارع والطرقات بصورة مميّزة تحمل جرعات كبيرة من الدّلع والحيويّة، فكسبت “مزيكا” تحدّياً كبيراً على صعيد الوطن العربي وحققت نوال مع الشركة ما كان خارج الحسبان في الدّول العربية كافة، وهنا لا بدّ من التنويه على ذكاء الزغبي وإسمها الذي يفرض معايير إنتاجية عالية.

عودة للنمط الكلاسيكي وإختلاف بالمواضيع والمضمون:

مضمون الألبوم حمل أيضاً مفاجآت كثيرة وأهمّها على صعيد النمط الكلاسيكي الذي عادت إليه نوال الزغبي هذه المرّة بمواضيع جديدة ترجمها إحساسها المرهف فجمعت وبأغنيات ثقيلة بعيارها الفني حرفية الأداء والإختيار وقدّمت أعمالاً فنية تحمل المستمع إلى عالم خاص من الصدق والإبداع. وإلى جانب الرومانسي تقدّم نوال في العمل أنماطاً غنائية عديدة فتعيد المستمع إلى أجواء الطرب الشعبي المصري واللبناني تارةً وإلى الشبابي السريع تارةً أخرى بأغنيات تنبض حياةً وإيجابية.

بتجــرد، نوال الزغبي اليوم وبألبوم “مش مسامحة” أثبتت أن النجومية لا تقتصر على الإسم وأمجاد الماضي وحسب، بل تتعدّاها إلى القيمة الفنية والذكاء الذي يتمتّع به أي نجم ولا شكّ أن هذا العمل سيكون مرحلة مفصلية مهمّة تضيفها إلى مسيرتها الفنية التي يضرب المثل بها، فهنئياً للجمهور عودتها وهنيئاً لها نجاحها الذي تليق به كل الأوصاف الذهبية.