أخبار عاجلة
كارول سماحة… ومعركة الإبداع، الرقي والجمال بـ ذكرياتي

كارول سماحة… ومعركة الإبداع، الرقي والجمال بـ ذكرياتي

إيلي أبو نجم – رأي بتجـــــــــــــــــــــــرد: لطالما حملت أعمالها بصمةً خاصة وإختلافا كبيرا على الأصعدة كافّة، بالرومانسي والعاطفي نجحت، بالراقص الغربي والشرقي تميّزت، بالمقسوم، الوطني والثورجي تألّقت فإنفردت بمكانة خاصة بها لا تشبه إلاّ شخصيتها الفنية المتمرّدة والباحثة عن كل ما هو جديد ومختلف.

كارول سماحة طرحت في الأسواق العربية وعبر المواقع الرقمية والإلكترونية منذ أيام ألبومها الجديد “ذكرياتي” نجول عبر موقع بتجــــــــــــــرد بقراءة مفصلّة على أغنياته كافّة…

أنا سحراك: بهذه الأغنية تنطلق رحلة المستمع العربي مع “ذكرياتي”، كارول سماحة إختارت أغنية إيقاعية شبابية بإمتياز تليق بالسهرات والأجواء الراقصة لتتصدّر القائمة. كلمات الأغنية وضعتها كارول نفسها فكتبت كلماتها بكبرياء المرأة وثقتها بأن حبيبها لن يجد أفضل منها. موسيقى الأغنية تفيض حماساً أبدع بإيقاعاتها ميشال فاضل على لحن شريف بدر الذي أبرز مساحات صوت كارول سماحة.

مخلصة: تجيد كارول دائماً تقديم الأغنيات الرومانسية بأسلوب مميّز تجتمع فيه قوّة الأداء بإحساس مرهف وهو ما يعطي أغنياتها الكلاسيكية طابعاً خاصاً تختلف به عن غيرها. موضوع رائع عن الإخلاص والعلاقات العاطفية الصعبة التي تسيطر عليها غيرة المرأة العاشقة عالجه الشاعر محمد جمعة من ألحان مدين وتوزيع أحمد عبد السلام.

carole2

عزيزة: جنون موسيقي من الطراز الرفيع تحمله هذه الأغنية فتخرج بها كارول سماحة من عباءة المألوف والمتعارف عنه وتجمع بأغنية واحدة أنماطاً موسيقية على حيلها فترفع سقف الإبداع من جديد. لحن الأغنية للموسيقار العبقري الكبير محمد عبد الوهاب بتوزيع الموسيقي جان ماري رياشي الذي وضعها في قالب مميّز يضاهي تمرّد كارول وثورتها على المستهلك في رحلة بحث عن جديد الموسيقى كانت قد بدأتها منذ سنوات.

لابدّ من التوقف عند موضع الأغنية وكلماتها التي خصّت بها كارول سماحة المرأة العربية بتكريم راقي، فتغنّت بسماتها والنضال الذي عاشته على مرّ السنوات ورغم كل الصعوبات التي واجهتها بكلمات الشاعر العبقري محمد جمعة.

صحابي: مرّة جديدة تطرح كارول موضوعاً إجتماعياً مهمّاً في أعمالها وأغنياتها، فتتغنى بالعشرة والأصدقاء الأوفياء الذين ترعرع كل منا وسطهم إلى أن شغلتنا الحياة فإفترقنا بمسالكها الكثيرة ولم تبقى من تلك الأيام إلاّ الذكريات الجميلة التي جمعتنا بهم. الأغنية من كلمات نادر عبدلله، ألحان تامر عشور وتوزيع أحمد إبراهيم الذين شكّلوا ثلاثية ناجحة بهذا العمل الجميل وأبرزتها كارول بدفء صوتها ورقيّ مشاعرها.

روح فلّ: وهي الأغنية اللبنانية التي طال الحديث عن روعتها ونجاحها منذ طرحها قبل أسابيع من اليوم كمدّمة للألبوم وتعطي بها كارول مساحة واسعة للشجن في عملها الجديد وباللهجة اللبنانية. الأغنية من كلمات علي مولى، ألحان محمود عيد وتويع ميشال فاضل.

يا ليل نسّيني: من كلمات أميرة طعيمة، ألحان شريف بدر، وتوزيع ميشال فاضل تقدّم كارول سماحة في هذه الأغنية مزيجاً من الطرب الكلاسيكي والرومانسي وتنطق مرّة جديدة بلسان المرأة المجروحة. في هذه الأغنية عبق زمن الفن الجميل الذي يفتقده الجمهور في غالب الأحيان وجاء أداء كارول للجمل الموسيقية العميقة رائعاً. كارول لا تملك صوتاً نادراً وحسب، تمكّنها من تقنيات الغناء كافّة يعطي لكل أغنية تقدّمها مساراً خاصاً لا يشبه أحدا سواها.

carole12

هيدا قدري: حين تكتب كارول سماحة كلمات أغنياتها يشعر المستمع وقبل الإطلاع على أسماء صنّاع العمل بصدق رفيع المستوى فمشاعرها في الأغنيات التي تحمل توقيعها تتميز بنقاء وشفافية نادرة. “هيدا قدري” أغنية لبنانية رائعة إن كان بموضوعها الذي يحمل جرعات عالية من الأمل والحبّ والتفاؤل تعاونت فيها كارول مع الملحن محمود عيد والموزع الموسيقي عمر صبّاغ.

ذكرياتي: هنا يجتمع الجمال، الإبداع، الخبرة، الحرفية، الإداء، الإحساس والفوقية الموسيقية، هنا يقرأ المستمع روح كارول سماحة الفنية ويتنشق عطر موهبتها.

بساتين من الورود تفترش سمع المتلقي على أنغام هذه الأغنية فيعود إلى مراحل حياته الحزينة والسعيدة، الصعبة والجميلة… في هذه الأغنية ينعقد لقاء القِمّة بين كارول سماحة، مروان خوري وميشال فاضل فتأتي النتيجة برحلة فنية إلى عالم موسيقي رائع أشبه بالأحلام.

Merci: وهي أغنية لبنانية جديدة على كافة المستويات إن كان من حيث لحنها الجميل لـChristoforou Costantinos أو تجدد موضوعها الذي صاغ كلماته الشاعر اللبناني الكبير نزار فرنسيس وتوزيع جان ماري رياشي الموسيقي المختلف عن كل ما يقدّم على الساحة الفنية العربية.

كارول لا تخاف التحدّي في أعمالها فتختار أغنيات أشبه مغامرات وتكون دائماً المجازفة لصالحها وهذه الأغنية أكبر مثال وتأكيد على ذلك.

غيّرت مبادئي: مقدّمة الأغنية تحمل إبداعاً موسيقياً لا مثيل له، كارول تؤدّي الطرب بأسلوب خاص جداً لا يشبه أحداً! الأغنية جميلة جداً بتوليفتها الشعبية الراقية تضيف للألبوم بشكل عام نكهة طربيّة عميقة وهي من ألحان محمد يحيى، توزيع أسامه الهندي وكلمات كارول سماحة التي بدى واضحاً إنسجامها الكبير مع هذا اللون الغنائي.

لبناني: غادرت لبنان قبل أشهر لتستقر في منزلها الزوجي، لكن عشقها لوطنها لم يفارقها لحظة واحدة، تتغنى بجمال بلد الأرز وشعبه المناضل وكأنه حبيبها والنتيجة أغنية موضوعها وطني بإمتياز لحنها عبقري وتوزيعها ترجمة لمشاعر التفاؤل، الفرح والأمل. اللافت بموضوع الأغنية أن كارول نفسها صاغت الكلمات التي أوصلت صدق مشاعرها لـ لبنان الذي لطالما حمل شعبه كل تقدير لموهبتها.

الألبوم يتضمن أيضاً أغنية مسلسل “سوا” من كلمات وألحان سليم عساف وتوزيع ميشال فاضل، أغنية “سهرانين” المصرية الراقصة التي طرحتها قبل عام وحققت نجاحاً واسعاً وأغنية “تالا” التي قدّمتها كارول سماحة لإبنتها الصغيرة بعد ولادتها وهي من كلمات وألحان مالك اليمن وتوزيع حسام عواد.

كارول سماحة تبحث دائماً عن أفكار شاملة في الأعمال التي تصدرها وبالتالي تختار دائماً كادرات إخراجية وتصويريّة تترجم مواضيع الأغنيات وروح الألبومات التي تقدّمها وهو ما ظهر واضحاً من خلال صور الغلاف الحالمة التي عكست شخصيتها الجميلة وموهبتها الناصعة كنور الشمس.

بتجــــــــــــــــــــــــــــــــــــرد، كارول سماحة من الجنود القلائل في معركة الفن الجميل، وألبوم ذكرياتي ليس إلاّ خطوة إبداعية جديدة توقّعها بإسمها وتضيف بها من شخصيتها الفنية الفريدة الكثير لعالم الأغنية العربية….

 

إلى الأعلى