أخبار عاجلة
حبّ المعجبين بين الهوس والمرض – تحقيق بتجــرد

حبّ المعجبين بين الهوس والمرض – تحقيق بتجــرد

تحقيق بتجــرد: ظاهرة هَوس الفانز بالفنانين لا تعتبر جديدة فحتى في زمن عمالقة الفن الجميل كان يعاني منها المجتمع، لكن بروز مواقع التواصل الإجتماعي وسيطرتها على الأوساط كافة فتح المجال أمام روّاد الإنترنت بمتابعة الفنانين وملاحقة خطواتهم كافة إضافةً إلى تواصلهم مباشرةً مع نجمهم المفضّل.

مواقع التواصل الإجتماعي لم تسهّل تواصل المعجبين مع الفنانين وحسب بل كشفت عن الـmania أو الهوس الذي يعاني منه بعض “الفانز” بدرجات متفاوتة هذا فضلاً عن أساليبهم في التعبير عن عشقهم لنجمهم المفضل.

المشكلة الأساسية تكمن بالحبّ المرضي الذي يشعر به المعجب تجاه الفنان فيصبح بالنسبة له الشخص المثالي الذي يدور العالم كله حوله كما ويوكّل “الفان” نفسه في هذه الحالة محامي دفاع لهذا الفنان يتصدّى أي هجوم قد يتعرض له محبوبه.

بعض المصابين بالـ fanaticism يؤمنون أن كل أساليب التعبير عن عشقهم لنجمهم مشروعة فمنهم من يلحق بالفنان من مكان لآخر وينتظره في محيط سكنه ليتسنى له فقط مشاهدته ولو حتى عن بعد مسافات ومنهم من يغرقون الفنان بالهدايا، أمّا غيرهم فيحولون غرفهم، سياراتهم، حساباتهم وصفحاتهم عبر المواقع إلى مقر ومملكة خاصة للفنان نفسه فينشرون صوره، أغنياته وأعماله المصوّرة بشكل مفرط هذا فضلاً عن تخطيطاتهم لمساندته في عمليات التصويت التي يدرج بها إسمه أو حتى بمهاجمة منافسيه، فيجدون أعمال كل الفنانين الآخرين سيئة حتى أن الموضوع يصل أحياناً لحروب علنية بوجه جمهور ومحبّي نجم آخر.

كل ما ذكرناه حتى اللّحظة لا يقارن بالأزمة الكبيرة والحالة المرضية الأفظع التي يعاني منها كثر وبدأت تتفشى مؤخراً عبر مواقع التواصل الإجتماعي حيث يعتبر بعض عشاق النجوم  أو “الفانز” أنهم وإن قاموا بتعذيب أنفسهم والإعتداء على أجسادهم والمخاطرة بحياتهم سيلفتون نظر الفنان فيحثّونه على التعاطف معهم وبالتالي يحصلون على ردّ منه.

اجل وصلنا إلى هذه الحالة المرضية الفادحة في عالمنا العربي حيث أن بعضهم يحفررون إسم فنان أو فنانة على أجسادهم فيستخدمون “الشفر” والسكاكين ليطبعوا أنفسهم بأثر من نجمهم غير مبالين بما قد يتسبّب به هذا التصرّف البعيد عن عقل أي إنسان طبيعي. شاهدنا أمثالاً كثيرة في هذا النطاق فآخرها كان من قبل إحدى معجبات نجوى كرم وقبلها مهووس ميريام فارس.

الفنان نفسه يلعب دوراً أساسياً في هذا الموضوع فأحياناً يعيد نشر الصور التي تصله للمعجب الذي قام بأمر كهذا وبالتالي يدفع غيره للقيام بأعمال مشابهة والوصول إلى لفت إنتباهه من جديد وهو ما يزيد الوضع تأزماً أو يتدخل لمنع تكرار الما حدث كما فعلت نجوى كرم.

لا يتوقف الأمر عند هذا الحدّ بل إن بعض “الفانز” وصلت بهم الحال إلى رمي أنفسهم إن لزم الأمر عن ارتفاعات عالية في حفلات الفنانين وذلك للوصول إلى المسرح وبالتالي مصافحة الفنان، فيتحوّل الموضوع من أسلوب للتعبير عن عشقهم إلى تهديد يعكّر صفو الحفلة ويجبر الفنان على الرضوخ للمعجب حفاظاً على حياته. وقد شهدنا حالات مماثلة في حفلات كل من نجوى كرم، نانسي عجرم وتامر حسني.

نجوى، نانسي وتامر من النجوم الذين يعلمون جيداً كيف يتداركون الموضوع فيعطون المعجبين الوقت لأخذ الصور التذكارية إلى جانبهم حتى أنهم في بعض الأحيان يلتقطون الصور بنفسهم تعبيراً منهم عن إمتنناهم لحبّ المعجبين الذي يقابلونه بالمثل.

الأزمة لا تصل حدودها إلى هنا وحسب بل تتعدى كل ما سبق وذكرناه إلى ظواهر لا تخطر على بال عاقل، فبعض “الفانز” يتّجهون لإجراء عمليات تجميلية للوصول إلى نتيجة يكون فيها شكلهم الخارجي نسخة عن فنانهم المفضل حتى أن بعض الذكور يعمدون على تغيير جنسهم والإنصياع لرغبتهم بالبروز على شكل الفنانة التي يعشقون كما حدث مؤخراً مع أحد المهووسين بالفنانة أصالة والمعروف بإسم “شبيه أصالة” حيث قام بتغيير شكله وملامحه بطريقة جذرية للتشبه بها.

 الأمر لا يقتصر على الشكل الخارجي أو التعذيب الجسدي بل التعذيب النفسي في هذا المجال يأخذ حيّزاً واسعاً عند البعض. فحتى اليوم ما زلنا نسمع بحالات طلاق عدّة في مختلف الدول العربية بسبب تعلّق أحد الزوجين بفنانٍ معيّن الأمر الذي حصل منذ مدّة حيث سمعنا بحالة طلاق سببها عشق الزوجة للفنان كاظم السّاهر وحلمها بالزواج منه، إضافةً إلى امرأة أخرى وصل بها المرض والهوس إلى الرّغبة بإنجاب طفل من الفنان عاصي الحلاني، وزوج يعمد على تحقير زوجته لأن ملامحها لا تشبه هيفاء وهبي.

هذه عيّنة بسيطة عن حالات الهوس والتصرفات المرضية التي يقوم بها قسم كبير من عشاق و”فانز” النجوم العرب. لكن وعبر صفحات بتجــرد نطرح العديد من التساؤلات فهل يحرّك الفنان ساكنا للحدّ من هذه الظواهر؟ ولماذا يسمح بعضهم بما يحدث ويجلسون يراقبون هذه الحالات من بعيد دون التدخل ومنع المعجبين من تحويل محبّتهم إلى كارثة قد تصيبهم وعائلاتهم، فهل تعجب أساليب التعبير هذه بعض الفناين وترضي غرورهم؟

ديانا برازي – بيروت 

إلى الأعلى